تقع القلعة في وادي الأزنم الذي تناثرت فيه أشجار النخيل المعمرة ما جعله أشبه بواحة خرجت من كتب التاريخ.
بين محافظة الوجه وضباء تستكين تلك القلعة التي تبلغ من العمر قرونًا عدة، على مساحة تجاوزت 1500م. إذ تبعد عن الوجه 100كم، وعن ضباء جنوبًا مسافة 45كم، وتتبع لمنطقة تبوك. وبإمكانك رؤيتها تلوح من بعيد وأنت على الطريق السريع الذي يربط بين ضباء والوجه.
وكانت قلعة الأزنم وقلعة المويلح محطتين تستقبلان الحجاج في العصور الإسلامية المتأخرة، ولاسيما في عهد المماليك والعثمانيين إذ كانتا تستخدمان محطات استراحة عند القدوم من الساحل، وعند الرحيل أيضًا.. وكانوا يخزنون فيها المؤن ويتزودون منها في الذهاب والإياب، وكانت أيضًا مكانًا للأمانات، إذ يخزن فيها الحجاج بعض حاجياتهم التي لن يحتاجوا إليها وهم في الطريق لأداء مناسك الحج، لذا كانت الأزنم قلعة حصينة ذات طراز مملوكي بنيت من الأحجار الصفراء المتناسقة، وفي كل زاوية من زواياها الأربع هناك برج حصين يتكون من طوابق عدة، كما أن القلعة المستطيلة الأطوال تشتمل على عدد من الحجرات والأروقة الفسيحة، والمجالس نصف دائرية، وديوان كبير، وتوجد فيها بئر للتزود بالماء، كما لا تخلو آثار القلعة من سمات جمالية. في القرن الرابع عشر للميلاد، وتحديدًا من عام 1303 إلى 1340 للميلاد أمر السلطان المملوكي ناصر الدين محمد بن قلاوون ببناء هذه القلعة في خضم اهتمامه بأمر الحجاج القادمين من مصر عبرميناء الدهو الواقع اليوم في مدينة ضباء. وبعد قرن ونصف، وتحديدًا عام 1509م أمر السلطان قانصوه الغوري بعمل ترميم للقلعة، وإضافة بعض المرافق.
واليوم القلعة مثل بقية القلاع الأثرية تخضع لاهتمام وترميم من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث والوطني، وقد زارها الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة ووقف عليها. ورُصد مبلغ 5 ملايين ريال لترميمها بالكامل، لتعود لسابق عهدها، ولكنها ستظل موقعًا أثريًا شاهدًا على طريق الحج القديم.