د.محمد بن عبدالرحمن البشر
كانت جولة خادم الحرمين الشريفين الخليجية -حفظه الله- موفقة، بعون من الله، واتسمت في مضمونها بتقوية العلاقات الأخوية القائمة، والتوسع في الميدان الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، إضافة إلى تعزيز التوافق حول مجمل القضايا السائدة في المنطقة.
قدم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- إلى دول الخليج، للقاء إخوانه قادة دول مجلس التعاون، وهو يجمل بين صفحات ملفاته الكثيرة، رؤية جديدة هي رؤية 2030، هذه الرؤية الواسعة الآفاق، الجلية الهدف، الواضحة المعالم، وذات البعد الإستراتيجي لمرحلة ما بعد النفط، لتظهر ما رسمه صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد من تغير في مفهوم الإدارة، والهيكلة، والتنوع الاقتصادي، ورفع الكفاءة الإنتاجية، وترسيخ مفهوم التنافسية.
قدم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للقاء إخوانه في دول الخليج، وهي دول تنعم ولله الحمد بالأمن والرخاء والترابط الاجتماعي، والازدهار الاقتصادي، والطموح إلى مزيد من التقدم.
قدم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، في ظل متغيرات كثيرة على المستوى الاقتصادي والسياسي في العالم، أحداث جسام هنا وهناك، ومتغيرات إقليمية كبيرة تستدعي التنسيق والتخطيط والتعامل بحكمة وموضوعية، وهو ما تنتهجه قيادات دول الخليج مع شعوبها، ومع مستجدات المنطقة، وطموحات بعض الدول المجاورة وغير المجاورة، نحن نعلم جميعاً ما يجري في العراق، وفي سوريا، وفي اليمن، وفي ليبيا، وما يعانيه الشعب الإيراني المظلوم من قادته، حيث يئن تحت وطأة الفقر، والقهر، والظلم، وفرض الرأي الواحد، والتفكك الاجتماعي.
قدم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، للقاء إخوانه في دول الخليج، والعالم يشهد متغيرات كثيرة، فهناك حكومة جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية ستسلم مهامها في يوم عشرين من الشهر المقبل الميلادي، وقبله نتيجة الاستفتاء البريطاني التي أدت إلى التصويت بنعم للخروج من الاتحاد الأوروبي، ثم صدور قرار المحكمة بأنه لا بد من موافقة البرلمان على ذلك، وكذلك ما حدث بالتصويت في إيطاليا بخصوص الموافقة على طرح استفتاء على بعض التعديلات الدستورية، وفشل رئيس الوزراء في ذلك، واستقالته من منصبه، وما حدث في فرنسا قبل هذا من فوز السيد فيو من يمين الوسط، وكذلك إعلان الرئيس أولاند، عدم الترشح للرئاسة مرة أخرى، وهذا يعني أن هناك موجة من النظرة الوطنية، أكثر من الجماعية، والتخلي عن بعض المبادئ التي سادت منذ الرئيس ريجان وتطورها حتى وصلت إلى اتفاقية نافتا، ومراكش، وغيرها وعلى النقيض ترى فوز الخضر، في النمسا مما يعني مزيد من الهدوء والبعد عن اليمين، كل ذلك يتم وخادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده -حفظهم الله- يراقبون الأحداث بعين البصير، لاتخاذ القرار المناسب مع إخوانهم في دول الخليج.
قدم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للقاء إخوانه في دول الخليج، وهو يتطلع إلى مزيد من التعاون العالمي في محاربة داعش، والقضاء عليها وجوداً وفكراً، والسعي إلى تظافر الجهود في ذلك. والتوضيح للعالم أن ما تحمله من فكر تكفيري أبعد ما يكون عن الإسلام الصحيح.
وفي هذه الجولة المباركة، كان لقاء القمة الخليجية في المنامة، وبحضور رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، التي أكدت أن المستقبل سيحمل الكثير من التعاون بين بريطانيا ومجلس التعاون الخليجي في ظل الإجراءات المتعلقة باحتمال الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقد اتفق الجميع على أن تقام القمة في دولة الكويت الشقيقة والأخذ برؤية خادم الحرمين الشريفين التي طرحت في القمة السابقة، والتأكيد على مزيد من التعاون في المنظومة الأمنية والدفاعية.