رقية سليمان الهويريني
كانت الوجهة الثالثة في زيارة منطقة جازان نحو جزيرة (أحبار) وقد أغراني بزيارتها الزميل الخلوق هادي شراحيلي، برفقة المهذبة إيمان الملحاوي، والشهم عبد العزيز مدخلي. ويحمد للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وأمانة المنطقة تجهيزهما هذه الجزيرة للسياحة والنزهة والصيد، حيث تبعد عن جازان 15كيلو متراً. وقد تم الوصول لها عبر مركب فاخر من لدن هيئة السياحة بإشراف الشاب النابه المثقف فهد زيدان، وتمت المغادرة من خلال مرسى الحافة السياحي بكورنيش جازان الشمالي. وقد تكرَّم الشباب المرافق بمنحي فرصة قيادة المركب في وسط البحر وهم يشجعون ويحفزون هذه المرأة القادمة من صحراء نجد، فما لم تحصل عليه من سواقة في البر توفر لها في البحر!! وهي دعوة للسيدات للحضور مع عائلاتهن للاستمتاع بمنظر البحر الأحمر وقيادة المراكب الفارهة بمتعة وانطلاق!
وبعد وصولنا للجزيرة التي تم تجهيزها برصيف للقوارب، قابلنا مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المهندس رستم الكبيسي الذي منح جازان اهتمامه ووقته وفكره، حيث تجول بنا في أرجاء الجزيرة المتميزة بشواطئها الجميلة الجذابة ورمالها النظيفة ومياهها الصافية وطبيعتها الخلاَّبة، وهي بحق جزيرة حالمة ووادعة تأوي إليها الطيور البحرية المهاجرة والنادرة مثل النورس والقماري، والأسماك ذات الألوان الغريبة والنباتات البرية الفريدة، وقد هُيئت الجزيرة بمقهى وجلسات مرتبة ومطعم للأسماك ودورات مياه نظيفة، ومحطة تحلية صغيرة، ويقوم المتنزهون والسياح وهواة الرياضات الشاطئية والغوص بالعديد من الأنشطة البحرية التي تجذبهم بعد وصولهم لجزيرة أحبار عبر مراكب تم تخصيصها لذلك.
والحق أنني لأول مرة أتمنى أن تكون زاوية (المنشود) معرضاً للصور وليست للكتابة فحسب، فالطبيعة الجميلة الأخاذة في هذه الجزيرة وتغريد الطيور وهبوب نسيم الليل تتطلب الصمت وتستحق التصوير والتأمل والاسترخاء والانفصال عن الواقع، فهي تنقلك بانسيابية من واقعك الصاخب لخيال هادئ حالم! ولك أن تتخيل وجودك في جزيرة صغيرة مساحتها تقريباً كيلو متر مربع وأنت مسترخٍ في بلدك الحبيب، مبتعد عن صخب المدينة وضجيج سياراتها وتلوث هوائها! وليس أجمل من ساعة المغيب ولحظة ظهور الشفق الذي يعكس جمال البحر الأحمر ووقاره، وهو ما يجعلني أدعو بصدق رجال وسيدات الأعمال للاستثمار في باقي الجزر وتطويرها وإقامة مشاريع سياحية كبيرة، وإنشاء منتجعات بحرية متكاملة الخدمات، لاسيما أن السبل باتت فيها ميسرة، والمتعة في جازان لا تضاهيها متعة.