علي الصحن
بعيداً عن البرامج الانتخابية، ووعود الإصلاح والضخ المالي والتأكيد على العدالة في القرار ومنح الجميع حق المشاركة في صناعته، تمضي الأندية في اختيار الشخص الذي ستمنحه صوتها في صناديق الاختراع، وخيارات الأندية في ومشجعيها في الغالب لن تذهب بعيداً عن تصنيف الميول والمع والضد والانطباع المسبق، وقد كان رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد صريحاً وشفافاً ومباشراً في نفس الوقت وهو يقول إن ناديه سيختار من بين ثلاثة مرشحين، وأن الرابع خارج حساباتهم ولا يمكن ترشيحه، وغني عن القول إن الهلاليين لم يعقدوا عزمهم ويأخذوا قرارهم بسبب البرامج والوعود، ولكن بسبب الميول وأحداث سابقة، وهم لا يلامون في قرارهم ولا يُلام من يقرر مثلهم، فقد علمتهم تجربة الانتخابات الأولى، أن المرء لا يمكن أن ينسل من عباءة ميوله، ولا أن يتجرد من عواطفه، وإن حاول ذلك أو ادعاه، هذا بغض النظر عن الصالح العام للرياضة.
بشأن البرامج الانتخابية تدرك الأندية، ويدرك الجميع، أنها ستبقى وعوداً لا أقل من ذلك ولا أكثر، وأنها قد لا تخرج من صالة الاقتراع، فكل المترشحين وفي كل المجالات لا يزهدون في تقديم وعود براقة وحلول سحرية لكل المشاكل والقضايا في المجال الذي يشتغلون فيه، وهكذا يفعل المترشحون في aحل الملفات المعقدة التي تواجه الأندية.
لذا نجد مثلاً أن معظم وعود اليوم تتركز على حل الأزمات المالية، وخلق موارد مالية جديدة، وفرض إصلاحات تضمن تدفقات عالية، علماً بأن المترشحين يقدمون هذه الوعود وغيرها، وهم يعرفون وتعرف الأندية ويعرف الشارع الرياضي أنهم غير قادرين على تحقيقها، أو تحقيق معظمها على الأقل، وأنهم لا يملكون أصلاً الصلاحيات والإمكانيات التي تضمن تحقيق الحد الأدنى منها، وأن بعضها خارج مسؤوليات اتحاد الكرة، وأنها ستبقى وعوداً وجزءاً من الملف الانتخابي وسير العملية الانتخابية فقط!!
في معظم الانتخابات الرئاسية والاقتصادية والمحلية فضلاً عن الرياضية، يدرك الناخبون أن معظم الوعود التي يطلقها المنتخبون لا يمكن تحقيقها، وأنها جزء من اللعبة فقط، ويذهب الكثير من المتخصصين إلى تقديم نصيحة واضحة صريحة تتضمن (لا تصدق الوعود والبرامج الانتخابية).. ففي النهاية ستذهب الأصوات في الغالب حسب قناعات الناخبين المسبقة، وحسب علاقاتهم وارتباطهم بمرشحهم، ووفق حجم الخدمة التي يطمعون أن يقدمها لهم.
في بعض الأحوال، وبعد الفوز.... قد لا يجد المترشح غضاضة من التراجع عن بعض وعوده الانتخابية، والتنازل عن عدد منها، تحت غطاء الضغوط ومبررات سوء الفهم وشعار لنكن يداً واحدة، وبالنسبة لمؤيديه فلا يهمهم شيء بعد أن كسبوا الرهان، أما مخالفوه فقد يرحبون بها حتى لا يخسروا كل شيء، وفي النهاية يبقى الوضع كما كان عليه، مع مجرد تغيرات بسيطة ولا سيما في بداية الأمر، ثم تجري الأمور كما كانت، ولن يسأل أحد في النهاية لماذا؟ ولن يجد الرئيس من يحاسبه، وينتظر الناس دورة انتخابية أخرى.. وتتكرر نفس الحكاية.
حاولت أن أكون متفائلاً في الدورة الانتخابية الحالية، وهنا لن أقلل من شأن الناخبين، ولا من حظوظ كل منهم، ولن أدخل في صراع من يكسب ومن يخسر، ومن طوع الأمر لمصالحه الشخصية فقط، ولكن أصدقكم القول... لا شيء يدعو للتفاؤل عندما أتذكر أمرين: ما قدمه الاتحاد المنتخب الحالي والطريقة التي ينظر بها الناخبون للمنتخَبين.
مراحل.. مراحل
- عدة مترشحين تم قبول ملفات ترشحهم وهم لا يملكون حق ذلك، كيف يتم ذلك؟
- هل تفتح ملفات المترشحين من جديد وتعاد دراستها من قبل لجنة الانتخابات؟ وهل سنشاهد جملة من الطعون بعد الفراغ من العملية الانتخابية في حال لم تعالج اللجنة الأمر عاجلا؟
- في دوري جميل : الشباب في لقاء صعب أمام النصر، والأخير أكثر ترشحاً للكسب وفق ما قدمه الفريقان في الجولات الأخيرة... لكن الشباب يظهر دائما بشكل مميز أمام الأصفر.
- ديربي الشرقية يجمع الاتفاق والقادسية بعد غياب، والتحديات بدأت مبكراً، وضعية الاتفاق أفضل، والقادسية تميز في لقائه الأخير مع الرائد.
- الرائد في لقاء صعب بضيافة الأهلي وخسارة جديدة ربما تدخله في حسابات الهبوط التي لا يريد تكرارها.
- لقاء الهلال اليوم أمام الوحدة ليس سهلاً كما يتصوره البعض، فلكل مباراة حساباتها وظروفها، ولا بد من العمل الجاد تحسباً لأي مفاجأة.
- يسيئون له من حيث يعتقدون أنهم يحسنون إليه وهو في غنى عنهم، وعن عباراتهم التي تحرجه، فهل يتركونه في حاله حتى لا ترتفع أرقام خسائره؟
- لا شيء يحفز الجمهور على ملء المدرج مثل المستويات المميزة والانضباطية والنتائج... هذه رسالة المدرج الأزرق، بدون هاشتاق ولا غيره.