خالد الربيعان
سؤال لك ... نعم لك أنت يا من تقرأ
ما هو الهدف رقم واحد من رياضة كرة القدم؟
فكر كما تريد ولكن الهدف رقم واحد من أي رياضة هو: إنسان أفضل!
كل مؤشرات الشخص على كافة المستويات! حتى الروحي والديني: تعلو بالرياضة!
سؤال ثان: ما فائدة الرياضة على الشاشة، يعني أن تشاهد كرة القدم يمارسها محترفون بشكل أسبوعي؟!
الإجابة: ضرب المثل لك، ولي ولعائلاتنا وأطفالنا لنمارس الرياضة مثلهم! ثم في المقام الثاني يأتي الجمال!
أن نشاهد نوعاً من أنواع الجمال يأخذ بالعين والعقل فتقول: الله!
وما إن يضرب (الفتوة) زميله في الفريق! أو منافسه بالفريق الآخر - الذي ينافسه منافسة شريفة - ففوراً أنت في خطر! نعم أنت في خطر! لأن طفلك وطفلتك شاهدوا هذا المنظر.. وينقلب المبدأ والهدف، من الجمال والصحة والحياة بشكل أفضل: إلى المهاوشة والمناوشة والمضاربة والتشاحن والقبلية والعصبية.. فينقلب حال الفرد من (القيمة الجمالية.. إلى قمة الجاهلية)!!
وعندما يتحوّل الوضع إلى مباركة أفعال هذا الفتوة وأمثاله، واعتباره "رمزاً" لأحد أعرق الأندية في مجتمعنا فآسف لك ولكل من يقرأ: يجب أن نتكلم !
مبدئياً يا سيد "رمز" أنت ومن "رمزك": زين الدين زيدان نفسه ليس برمز ليوفنتوس ولا رمزاً لريال مدريد، ورونالدينيو نفسه أحد سحرة كرة القدم في العصر الحديث ليس برمز لبرشلونة! وإلا فبرشلونة في محنة لاختيار رمز عبر تاريخه من بين كرويف وكومان ورونالدو وروماريو وريفالدو وإنييستا وميسي والمقال لن يتسع !!
قل لي زدني! حسناً أزيدك من الشعر بيت! في 2007 رونالدينيو - بكل ما فيه من موهبة لا يعلمها إلا الله - كان في توتر دائم مع فرانك ريكارد مدرب برشلونة بسبب علاقة نسائية! واللاعب معروف بعلاقاته! هل هذه هي المشكلة؟! لا .. المشكلة أن العلاقة كانت مع ابنة ريكارد نفسه!
هنا مربط الفرس كما يقولون! جاء جوارديولا ابن النادي خلفاً لريكارد وكان يعرف خبايا النادي ولاعبي الفريق الأول جيداً! اشترط قبل أن يبدأ مسيرته على رئيس النادي رحيل رونالدينيو! والرئيس وافق .. لا أحد أكبر من كيان النادي.. أبداً.. و" الرئيس لا بد أن يكون مع المدير الفني وليس مع اللاعبين" .. هذا قانون مهم جداً!
جوارديولا نفسه قبلها وفي تدريبه لبرشلونة "ب" وجد اثنين من أعمدة النادي يشكلون مراكز قوى، يؤثِّرون على باقي اللاعبين، رأى أن هذا أيضاً خطر! ذهب ليوهان كرويف أسطورة النادي وأبيه الروحي قائلاً: هذان الاثنان خارج سلطتي، وهما قويان جداً وللأسف هما مهمان للفريق وسيضعف بدونهم.. ماذا أفعل؟! رد كرويف بحكمته المعهودة في جملة واحدة: "اطردهم خارج النادي.. وستخسر مباراة أو اثنتين، ثم سيتحد باقي الفريق وتعود للفوز! "
كلمة لله ثم للوطن: المدرب... يجب أن تكون الإدارة والرئاسة في صفه أمام تسلط اللاعبين طالما هو مستمر في قيادة الفريق.. فإذا اخترتم صف اللاعب المتسلط ولو مرة واحدة أفسدتم الآخرين فوراً ودفعتموهم دفعاً.. لتقليد "الفتوة" تقليداً!
إلى حين!
* * * * * * *
كما أن السيف أصدق أنباءً من الكتب، فكذلك المواقف رؤية العين أجمل وأكثر إفادة من قراءة الكلام! حينما يأتي التخصيص ويرى الناس كيف يتعامل مالك النادي مع اللاعبين بـ"العين بالعين والسن بالسن" سيفهمون كم كنا بعيدين عن مفهوم الاحتراف الصحيح، وعن الصواب في التعامل مع اللاعبين، وفي جعل أنصاف المواهب في خانة بها مارادونا وآخرون! الله المستعان!