ماجدة السويِّح
تصدر خبر عامل النظافة الذي سخر منه أحد الفارغين من معاني الإنسانية والإحساس بالغير عبر حسابه على الانستقرام موقع الـCNN ليوم الاثنين في عرض مفصل لقصة العامل الذي كان يتأمل أحد متاجر الذهب بعد أن استكثر عليه ناشر الصورة أن يمتع عينيه بالذهب، وتفاعل السعوديين الإيجابي معه.
«رب ضارة نافعة» فبعد السخرية التي نالته حظي العامل «عبدالكريم» بالشهرة والهدايا النفيسة لرد اعتباره من المسيء له، حيث بادر صاحب حساب إنسانيات عبر تويتر للبحث عن صاحب الصورة لتتم مكافأته، ويبادر البعض في إرسال بعض الهدايا له.
ردة الفعل الإيجابية المفعمة بالإنسانية تعني الكثير في إيصال الجانب المشرق والمضيء للمجتمع السعودي الذي يعاني حقيقة من تصدير صور مسيئة ومشوشة عبر مراهقي السوشال ميديا وخصوصا تويتر، والانستغرام.
صورة عفوية واحدة مفعمة بالعمق الإنساني دون تخطيط تعادل في تأثيرها قيمة حملة علاقات عامة تم الإعداد لها فكريا وماديا، الروح الإيجابية في التفاعل مع مشاعر العامل التي ظهرت في تقرير الـCNN تعني الكثير في رسم صورة ذهنية إيجابية ومشرقة عن مجتمعنا السعودي.
في المقابل تصدرت صورة الفتاة السعودية «ذات المعطف الأسود» التي تجولت في شارع التحلية بلا عباءة بعد نشر صورتها على الانستقرام، وانتشرت في الشبكات الاجتماعية إلى قصة خبرية في أغلب الصحف البريطانية والعالمية، حيث بادرت صحيفة الانديبندنت لنشر قصتها بعد تحولها لوسم على تويتر، ونشر ردة الفعل العنيفة والمتطرفة لبعض المغردين حول إقدامها على الخروج إلى مكان عام دون الالتزام بالحجاب.
الصحيفة لم تنقل سوى ما رصدته من تطرف وشذوذ البعض في التعامل مع المخالف، بالإضافة إلى ربط الحادثة بملفات أخرى ترتبط بحقوق الإنسان وحقوق المرأة تستخدم غالبا في تأطير الصورة الذهنية للسعودية، وتقويض الجهود الرسمية وغير الرسمية في نشر الصورة الإيجابية التي نشهدها جنبا إلى جنب مع الصورة السلبية.
تفاعل البعض لتكذيب الصحيفة بعد أن نقلت آراء شاذة لمتطرفين في التعامل مع الفتاة بالتحريض على قتلها أو القصاص منها لمخالفتها الشرعية، فتح المجال لدخول «الأوغاد» من الحاقدين على السعودية حكومة وشعبا، واستثمار الوسم على تويتر وبث تغريدات متطرفة باسم الشعب السعودي، لتتداولها الصحف والقنوات الإخبارية وتزيد «الطين بله».
خلال البحث عن قصة «ذات المعطف» ستجد عددا كبيرا من النتائج التي فاقت 941.000 مقابل عدد قليل من النتائج عن قصة العامل التي ضاعت وسط التفاهات من قبل بعض المغردين في تحويل التصرفات الشخصية، والأخبار الهامشية إلى منجم لا ينضب في تزويد الصحافة العالمية بكل ما هو شاذ وغريب.
ما بين قصة «العامل المحظوظ» المحتفى به و«ذات المعطف» تكمن المعضلة والجهل في التعاطي مع قضايانا واهتماماتنا المحلية عبر شبكات التواصل الاجتماعية، دون وعي واهتمام بما نصدره من مواقف أو صور غير متناهية من الغثاء، ما نشهده من صور سلبية في عصر السوشال ميديا هو انعكاس لاهتمامات الحمقى في تصدير الغثاء، وتصدر الصورة السلبية بأيديهم ومشاركاتهم.