مها محمد الشريف
أهم الأحداث في العالم ساهمت بشكل كبير في ميلاد أمور جسام تستدعي أخذ الحيطة والحذر، لوجود مضامين ومفاهيم ومراحل متقلبة، تضعنا أمام تساؤلات ترتحل إلى فضاء أكبر وقلق أرحب.
كما هو الشأن في نقاط كثيرة أهمها التحديات التي تواجهها المنطقة من إيران وغموض سياسة الدول العظمى، في حين أن الزيارات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين يشاطرها الاهتمام والإلمام بما يدور في الساحة السياسية ومرحلة جديدة تقودها المملكة.
استهل الملك سلمان جولته الخليجية بالإمارات لينطلق بعدها باتجاه قطر والبحرين والكويت. حيث سيشارك في الدورة الـ37 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي المنعقد في مملكة البحرين. في هذه الزيارة التاريخية وجد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، حفاوة وترحاب كبيرين من قادة وحكام دولة الإمارات الشقيقة. وتعتبر زيارة الملك سلمان للإمارات هي الأولى منذ توليه الحكم، وتاريخ طويل من التفاهم بين الرياض وأبو ظبي، ومشاركة أخوية وعسكرية وتوافق في القرارات المتخذة من كلتا القيادتين أثبت للعالم أن أبناء الخليج على قلب رجل واحد، تعمل أجندتها على نصرة المظلوم ومباركة السلام، وكذلك آليات اتخاذ القرار في مواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، والقيام بدور حازم وحاسم من أجل القضايا التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية ومنطقة الخليج تحديداً.
وفي يومها الثاني، احتفت القيادة الإماراتية بالعاهل السعودي في برنامجٍ ثقافي تراثي بدأ بعد ظهرالأحد، إذ حضر خادم الحرمين الشريفين «مهرجان زايد الثقافي» في منطقة الوثبة، حيث لقي استقبالاً حاشداً من القبائل الإماراتية بكل الحب والعطاء، وفي تغريدة لنائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي هزاع بين زايد، مودعاً الضيف الكبير وهو يتجه إلى مطار الدوحة قائلاً: حين نودّع الملك سلمان في رحلته إلى الشقيقة قطر فكأننا نستقبله مرة أخرى... ذلك أن كل دول الخليج دار سلمان وأبناء المملكة الشقيقة الأحباء.
وبهذا تكون الوجهة الثانية إلى دولة قطر الشقيقة حيث أضاءت شوارع العاصمة الدوحة بعبارات الترحيب ورفعت الأعلام السعودية والقطرية وصور الملك سلمان والشيخ تميم بن حمد، واستقبلت قطر الملك سلمان بحفاوة بالغة، وستظل هذه الزيارة نبراساً يضيء صفحات التاريخ تحمل في جوهرها عمق الروابط الأخوية بين البلدين.
وقال مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية السفير أحمد الرميحي، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول، الخميس 1 ديسمبر/ كانون الأول، إن زيارة الملك سلمان تعني لقطر الكثير نظراً للثقل التي تمثله المملكة، واصفاً إياها بـ»التاريخية، حيث إن قطر شريك مهم للمملكة، لما يتمتع به الاقتصاد القطري من قوة في الكثير من مؤشراته، ويجعله من أكثر الاقتصادات التي يمكن أن تحقق تكاملاً قوياً مع المملكة.
ومن دوحة الخير إلى كويت الأخوة والأحبة ثم إلى مملكة البحرين الشقيقة، حيث وصلت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إلى العاصمة البحرينية المنامة، للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخليجي.
وأعلنت ماي، قبل وصولها، في بيان أنها تريد فتح فصل جديد من التعاون مع دول الخليج في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي..
كما أشارت إلى إمكانية تعزيز التعاون في منع الهجمات الإرهابية، أو في مجال الاستثمارات الخليجية في المدن البريطانية. وأفادت المصادر البريطانية بأن الاتجاه الراهن داخل وزارة المالية البريطانية يشير إلى أنه من الأسهل على بريطانيا بدء مباحثات مع دول المجلس بدلاً عن الصين من منطلق أن توقيع اتفاقية تجارة حرة مع الصين سيتطلب خمس سنوات على الأقل.
إن أصوات الشعوب تردد إن قوتنا في اتحادنا، وفي مصالحنا الموحدة جنباً إلى جنب، فقد تم إحراز هذا التقدم على أرض الواقع من منطلق الوصول إلى أهداف سياسية واقتصادية متوافقة ترسم صورة لمستقبل زاهر، فمنذ القدم دول الخليج أرواح متألفة ومتعاونة.