عثمان أبوبكر مالي
مع اقتراب الموعد المحدد للذهاب إلى صندوق الاقتراع لاختيار رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم في الأول من ديسمبر القادم أخذت تظهر وتتكشف أخطاء، تتعلق بمرحلة (ما قبل الانتخابات)، لم تكن منتظرة، ولا تقبل أن تمرر في هذه المرحلة المهمة من مسيرة لعبة كرة القدم السعودية.
المتوقع أن مرحلة الإدارة (المنتخبة) القادمة التي ستدير اللعبة تجاوزت التوجه إلى أخذ القرارات من رؤية (انفرادية) أو من زاوية (التجاوزات)، فضلاً عن (الاستثناءات)، بل إن توقع حدوث ذلك من اتحاد (منتخب) سيدير اللعبة في (دورة ثانية) هو هروب إلى الوراء وليس تقدمًا، حتى وإن كان الاتحاد القادم سيتغير فيه الرئيس، ويأتيه القادم الجديد (بقائمته)، وحتى إن كان النائب سيكون هو الآخر (قادمًا جديدًا) إلا أن المجلس سيوجد فيه حتمًا أعضاء من الدورة الأولى. والأهم أن هناك (نظامًا)، وضع ولوائح اعتمدت من (الجمعية العمومية)، يفترض أنها أصبحت قانونًا لا يتغير، ولا يعود إلى الوراء، وإنما يتطور مهما تغيرت الأسماء.
هناك مخاوف من خروقات قد تأتي مع متغيرات ستُحدثها الانتخابات (الموجهة)، ويكثر الحديث في ذلك. وهناك أصابع تشير إلى أن بعض (المخالفات) حدثت مبكرًا في (المراحل) التي تعتمد عليها القوائم والقبول، وقبل مرحلة (الدعاية) الرسمية والتربيطات، أو ما يطلق عليها (اللعبة الانتخابية)؛ وهذا ما يعطي للبعض المساحة في إطلاق عبارة (نريد انتخابات بلا شبهات)، وهو قول يستند إلى حديث البعض بأن هناك (خروقات)، يبدو أنها تحضر في بعض (الاعتمادات) التي أقرت بها (لجنة الفصل في الطعون)، واللجنة لم تقدم (التفسير) لبعض ما حدث، لا من باب التوضيح، ولا من باب التثقيف، ولا حتى من باب تأكيد (الحياد) وإغلاق كل الأصوات!!
انتهى عمل اللجنة (لجنة الطعون والتظلمات)، وسينتهي أيضًا عمل (لجنة الانتخابات)، وتأتي إدارة الاتحاد الجديد المنتخب، لكن إذا قفز المجلس القادم فوق (التساؤلات) المطروحة والاستفهامات الكبيرة قبل إزالة الملابسات عنها فإن (الشبهة) أيًّا كان الرئيس والأعضاء (المنتخبون) ستبقى تطارد الاتحاد.. وكما يظهر البعض يغني على (دوري بلا شبهات) سيظهر من يدندن على اتحاد (منتخب بالشبهات)!
كلام مشفر
* (اتقوا الشبهات) بمؤتمر عام ومفصل للجان المراحل الانتخابية، وعلى رأسها لجنة الانتخابات، يقدم المعلومات كاملة، ويفسر القرارات، ويجيب عن كل التساؤلات، ويزيح اللثام، ويوضح الملابسات وكل (الشبهات)، وإلا فانتظروا (دورة انتخابية) وأربع سنوات مليئة بالغمز واللمز والاتهامات.
* لم تعد الانتخابات سرًّا، أو همًّا؛ فهي ليست تجربة جديدة في المملكة؛ هي ليست وليدة انتخابات مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم في دورته الثانية كما يعتقد البعض؛ وإنما هي تجربة قديمة وعريقة، مورست من قبل في مجالات عديدة، وإن كانت في بعضها على نطاق ضيق، مثل مؤسسات الطوافة في مكة والمؤسسات الأهلية للأدلاء في المدينة المنورة وانتخابات مجالس الغرف التجارية والجامعات في كل المدن.
* الانتخابات في تاريخها القريب تمثلت في الممارسة الواسعة التي شهدتها انتخابات المجالس البلدية، التي بلغت حدًّا ناضجًا بعد ثلاث دورات، شاركت فيها كل أطياف المجتمع، وهي نفسها الأطياف التي يتشكل منها المرشحون والناخبون في انتخابات اتحاد الكرة.
* يعتمد قوة المرشح لرئاسة الاتحاد على برنامجه الانتخابي (والوعود) التي سيقدمها. ذلك مفهوم ومفروغ منه. وما زلت عند رأيي بأن الذي يجب أن يكسب هو (البرنامج)، غير أن هناك ما هو ليس مفهومًا عندي أو حتى مقبولاً، هو أن يكون للمرشح لمنصب عضو الإدارة (وعود)، وهو مرشح مستقل، لا يستطيع أو لا يملك تحقيقها.
* ربما المطلوب من المرشح لعضوية المجلس أن تكون لديه المؤهلات، وأن يملك أفكارًا وأهدافًا تثري العمل، وتطور اللعبة، وتكون مقترحات يسعى إلى إقناع المجلس بها قبل أن تأخذ طريقها إلى التنفيذ.
* لأول مرة منذ سنوات طويلة تأتي الفترة الشتوية لتسجيل اللاعبين المحترفين غير السعوديين، ولا يكون هناك (ضجة) وصخب في نادي الاتحاد حول تسجيل المحترفين، سواء مطالب بإكمال نصاب الفريق (المكتمل)، أو تغيير بعض الأسماء.. والفضل في ذلك يعود إلى وجود (رؤية) ووضوح وصدق في التعامل و(المواجهة) من الإدارة مع الذات ومع الجماهير الاتحادية؛ فأراحت واستراحت.
* تراجعت نتائج فريق الوحدة لكرة القدم في دوري جميل بشكل كبير جدًّا. ما حققه الفريق وموقفه في الترتيب لا يتناسبان مع الإمكانيات والأدوات التي يملكها، ولا البداية المقبولة نوعًا ما في المسابقة. والوضع مقلق جدًّا، بل مخيف لمحبي وأنصار النادي؛ ويتطلب تكاتفًا لتدارك الأمر. وهناك متسع من الوقت لفعل ذلك، إن جعلوا النادي همهم.