أبها - عبدالله الهاجري:
نيابة عن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، رعى مدير جامعة الملك خالد الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي، أمس، حفل افتتاح المؤتمر الدولي الثاني "الإعلام والإرهاب الوسائل والاستراتيجيات"، بمدينة أبها، وبحضور الأمين العام للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا النمسا، الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، ومدير جامعة بيشة الدكتور أحمد بن حامد نقادي.
ونقل السلمي في كلمته التي ألقاها أمام الحضور، تحيات وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، راعي المؤتمر، مشيرا إلى حرصه الدائم على دعم إقامة مثل هذه المؤتمرات الهادفة، كما رحب بالحضور الكريم.
وأعرب الدكتور السلمي، عن سرورهم في جامعة الملك خالد وتشرف الجامعة بتنظم هذا المؤتمر في إطار إسهامها في خدمة القضايا الوطنية، من خلال العمل الأكاديمي، مبينا أنه لا يخفى علينا جميعا تطور وسائل الإعلام واتساع نشاطاتها، مما يضع على الجامعات دورا مهما في كيفية استثمار وتوظيف وسائل الإعلام بصورة هادفة تخدم القضايا الوطنية، وأضاف:" الأمل معقود على الأقسام المتخصصة في الجامعات لمعالجة قضايا العصر ودور وسائل الإعلام في حماية الأجيال من شرور الأفكار المضللة والتوجهات الهدامة".
وقال الدكتور السلمي، أن الوقت قد حان لتقوم تلك الأقسام المتخصصة في الجامعات بإعداد الخبراء القادرين على تحمل هذه المسؤولية، وأَضاف:" لقد أصبحت ظاهرة الإرهاب ظاهرة عالمية، وأصبح العالم بتطور وسائل الإعلام قرية صغيرة يتجول الإرهابيون فيها بمختلف فئاتهم، وحين تسهم الجامعات بدراسة هذه الظاهرة فإن الواجب عليها أن تعد ذلك جزءا لا يتجزأ من وظائفها نحو خدمة المجتمع".
وأكد السلمي، أن دول العالم عانت وما زالت تعاني من ظاهرة الإرهاب، ومنها بلدنا المملكة، ولكن بفضل الله تعالى ثم بفضل قيادتنا الرشيدة، وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وتكاتف أبناء الوطن وتضحيات رجال الأمن المخلصين في مختلف القطاعات الأمنية والعسكرية، استطاعت المملكة أن تتغلب على هذه الظاهرة، بل أصبحت قدوة لكثير من دول العالم في تصديها لهذه الظاهرة.
من جانبه، أكد وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الدكتور محمد بن علي الحسون أن الجامعة تسعد بإقامة هذا المؤتمر الدولي الذي يناقش موضوعا مهما، والذي حمل عنوان الإعلام والإرهاب: الوسائل والاستراتجيات، والذي تهدف الجامعة من تنظيمه إلى التعريف بالعلاقة بين الإعلام والإرهاب وطرق انتشاره ومظاهر اختلافه بين الدول، من حيث المفهوم وأساليب المواجهة، بالإضافة إلى العديد من الأهداف الهامة، إذ تسعى الجامعة إلى إيجاد السبل المثلى لحل هذه الظاهرة المخيفة.
من جهته، أكد عميد كلية العلوم الإنسانية نائب رئيس اللجنة التنظيمية الدكتور يحيى الشريف، إن موضوع هذا المؤتمر يُلامس قضية طالما شغلت العالم، وهي أن الإرهاب الذي قضى على حياة الأبرياء وروّع الآمنين، وأساء إلى صورة الإسلام وقيمه ومثله العليا؛ الإرهاب الذي يبدأ بممارسة فكرية تصادر غيرها وسرعان ما تنتهي إلى عنف لا يخلف إلا آثارا تدميرية يتجاوز تأثيرها الفرد إلى المجتمع، وإلى الدول والأمم.
وأضاف الشريف أنه ومع تعدد وسائل الإعلام والتواصل فإن الدور الإعلامي يتعاظم أثره ليستهدف فئة الشباب الذين هم بحاجة إلى تدعيم قيم الوسطية وثقافة التسامح التي تحتفي بالإنسان، وتبرز المعاني السامية لوجوده، وكذا إذكاء روح الإبداع، وبناء العقول بناء علميا معرفيا يُنتج حسّا نقديّا يميزون به فلا يكونون أداة صماء تسيّرها قوى خفيّة؛ يدورون في مدارها المغلق، ولا يرون إلا من خلالها لتصل بهم دون شعور إلى أهداف سيئة.
وبين المشرف العام على المركز الإعلامي وصحيفة آفاق رئيس اللجنة العلمية الدكتور علي شويل القرني، أن أعضاء اللجنة العلمية عملوا كمجموعة منذ أكثر من عام لمتابعة التفاصيل العلمية لهذا المؤتمر الدولي، بدءا بوضع الأهداف والمحاور إلى أن انتهت إلى وضع برنامج الجلسات الذي نعيشه اليوم مع افتتاح هذا المؤتمر، مشيرا إلى أنهم تلقوا في الإجمال أكثر من ألف ومئتي طلب مشاركة، وأنهم اضطروا إلى أن تقليصها تدرجيا وعلى مراحل إلى أن وصلوا إلى 80 بحثا وورقة علمية.. واليوم يشارك معنا من مجمل المشاركين ورؤساء الجلسات أكثر من مائة شخصية من داخل المملكة وخارجها، ويسعدنا أن المشاركات الخارجية وصلت لحوالي ثلاثين جنسية من أوروبا وأمريكا وكندا وآسيا وإفريقيا والعالم العربي.
وأوضح القرني، أن قسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد الذي لم يكمل عامه الرابع، استطاع أن ينظم مؤتمرين دوليين، مشيرا إلى أن الجامعة نظمت من خلال قسم الإعلام والاتصال بكلية العلوم الإنسانية قبل عامين المؤتمر الدولي الأول عن الإعلام والإشاعة، وها هي تنظم اليوم مؤتمر دولي ثان لهذا القسم الجديد.
وأضاف:" لم يكن لنا أن نحقق مثل هذا الإنجاز لولا فضل الله، ثم دعم إدارة الجامعة ومساندتها، وكذلك اللجان التنظيمية في الجامعة ومختلف الإدارات ذات العلاقة، ونشكرهم جميعا على هذا الدعم والتشجيع، وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي مدير الجامعة، الذي أسهم مساهمة كبيرة في دعم المؤتمر بكافة إمكانات الجامعة المادية والمعنوية".
من جهته، قدم الدكتور بن عيسى عسلون من المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط المغرب كلمة المشاركين، وأصفا المبادرة بالجميلة والتي استجاب لها عدد من الباحثين والمهتمين والمتمرسين من 30 جنسية، مشيدا بتوقيت اختيار المؤتمر والذي جاء في مرحلة دقيقة تفننت فيها الآلة الدعائية الماكرة للتنظيمات الإرهابية في استخدام الإعلام ووسائله المختلفة في تمرير أيديولوجيات وإضفاء الشرعية على جرائمها وتبرير القتل والترويع، معربا عن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات هادفة، وأن يحيط بكافة الجوانب المرتبطة بالإعلام في علاقته بالإرهاب.
إلى ذلك افتتح مدير الجامعة المعرضين المصاحبين للمؤتمر، وهما معرض جهود المملكة في مكافحة الإرهاب، ومعرض الفن التشكيلي والكاريكاتير.