سعد الدوسري
عادة ما تحدث تكهنات قبل صدور الأوامر الملكية، وهذا شيء طبيعي، ولكن غير الطبيعي أن تُنشر هذه التكهنات كأخبار رسمية، ولعل السبب الرئيس وراء هذه الظاهرة الجديدة هو الهرولة الشديدة وراء لفت أنظار متابعي مواقع التواصل الاجتماعي.
لقد فرض الإعلام الاجتماعي وجوده بقوة في أوساط كل الشرائح بمختلف الأعمار والثقافات، وأتاح لهم تداول الأخبار والمعلومات والصور ومقاطع الفيديو بشكل غير مسبوق، وأصبحت الشهرة فيه غير محكومة بالمعايير التقليدية، بل بمعايير جديدة تفرضها نوعية المادة المتداولة، والتي قد تغرق في وحل التفاهة، لكنها تحقق المتابعة الأكبر، إذ ليس هناك من لديه القدرة على تقييم المادة المنشورة والحكم عليها، فالمواد تأخذ طريقها للنشر بلمسة إصبع ويطلع عليها الملايين، خلال ثوان.
وربما في هذا الوقت القصير جداً يتحول شاب مغمور أو تتحول شابة غير معروفة إلى نجمين لا يشق لهما غبار، لتتسابق للإعلان في حساباتهما الشركات والمؤسسات.
هذا هو واقع الإعلام الاجتماعي، ومع ذلك فإن له اسهامات ايجابية لا حصر لها، سواءً من ناحية توفير منصة لحرية التعبير، أو من ناحية تمكين المتابعين من الحصول على المعلومات الحقيقية في كل المجالات، هذا بالإضافة لتوفيره فرص العمل والتطوير الذاتي، إلاّ أن سلبياته هي التي جعلت بعض الأفراد والمؤسسات تتجاهل الموضوعية والمصداقية، فتبث أخباراً غير مؤكدة، لتحصد المتابعين وتحقق أعلى نسب المشاهدة.