فهد بن جليد
قبل أسبوع كنا نفاخر بأنه لا يوجد لدينا مكاتب زواج إلكترونية رسمية، أمّا اليوم فيبدو أن الحال تغير؟!.
معظم السعوديين تزوجوا بالطريقة التقليدية باختيار وترشيح (الأم، الأخت ..إلخ)، والجيل الأخير تمكن من تفعيِّل (الشوفة الشرعية) كحق للطرفين قبل الارتباط، أمّا احتمالية وجود طرق غير هذه فبرأيي أنها (قليلة جداً) وأعني هنا زواج (زملاء العمل)، (زملاء الدراسة الابتعاث)، التعارف عبر (شبكات التواصل الاجتماعي)، قوائم الخطابات، وأخيراً مواقع أو مكاتب الزواج الرسمية أو الإلكترونية..!.
المؤكد أن البحث عن شريكة العمر عبر الإنترنت فكرة (غير قابلة للتطبيق) في المجتمع السعودي حالياً ؟!.
رأيي الشخصي أن ثقافة مجتمعنا ماتزال بعيدة عن مثل هذه الأطروحات - على الأقل - عندما نتحدث عن زواج رسمي مستقر، يهدف لتكوين أسرة وبناء عائلة، نظراً لما يحوم حول هذه المواقع من شبهات، وأقاويل، وأن معظمها قائمة على الإغراء والتغرير، وربما تدار من شبكات مشبوهة خارج المملكة، ويمكن اكتشاف ذلك ببساطة من خلال الإعلانات والصور الترويجية التي تظهر عليك فجأة عند تصفحك أي (موقع إخباري) أو نحوه، على طريقة (زواج مسيار)، تعارف (بسرية)، (مطلقات بانتظارك) .. إلخ من الإعلانات غير اللائقة، والتي تدل على أن هذه المواقع تروِّج (لشيء ما) خاطىء في الخفاء ؟!.
قوائم (الخطابات) هي الأخرى مضروبة، فمعظم التجارب تتحدث عن استغلال اندافع بعض الرجال، خصوصاً من يرغبون التعدد، أو من الشباب الباحثين عن (الثريات)، بتقديم صورة ومواصفات غير دقيقة لكلا الطرفين ..؟!.
مؤخراً بدأ العمل بضوابط وشروط اللائحة التنفيذية الجديدة للنشر الإلكتروني، والتي تلزم أصحاب (مواقع الزواج الإلكترونية السعودية) الحصول على موافقة وزارة العدل، ولا أعرف كيف ستُميّز الوزارة بين أصحاب الخبرة والجادين من أهل هذه المواقع القائمة وبين غيرهم ؟ وهل ستقوم بقصر هذه المهمة على (مأذوني الأنكحة) لضبط المسألة ؟ أم هي خطوة لتطوير عمل (الخطابات) ؟!.
الشروط المنشورة لطلب مزاولة النشاط الإلكتروني تحتاج مراجعة، فهي تقتصر على أن يكون سعودياً تجاوز الـ23 عاماً، ولديه مؤهل جامعي، وعنوان واضح، وسجل تجاري إنّ لزم الأمر، وأن يكون نطاقه أخضر في السعودة .. و(منك المال ومنها العيال)!.
التصريح لمثل هذه المواقع له أهمية كبرى، وشروط أخرى تنظم العملية برمتها، حتى لا تملئ محاكمنا بالمزيد من قضايا الطلاق والاحتيال أكثر؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.