د. خيرية السقاف
يبهجني بلا شك الحراك الاجتماعي بكل متغيِّراته, وتشكيلاته, وشخوصه, وموضوعاته, وقضاياه..
الحراك المؤسساتي لاستعادة فارط, ولتمكين ثابت, ولتبديل غير مجد, ولإضافة فاعل..
على مستويات تبدأ من الحدود أمنا, إلى الساق عتاداً وقوة, إلى البنية الدنيا عماراً, واستقطابا, إلى ما يحيط علاقات جوار, وتوطيد دعامات, وتطهير فساد, ودحر اعتداء..
هذا الحراك الفاعلة فيه كل الأطياف بدءاً بالقائد الأول, إلى موطئ الحارس عند مدرسة, ومصحة, ومنافذ حدود, إلى منظف مدينة في ظلمة ليل, أو شمس ظهيرة..
يبهجني هذا الزخم في عمليات الخضخضة على مستوى قوام الحليب في عروق الوطن, بحيث تدر منجزاتها أثداء المحاضن في دوائر الأعمال, ومصانع الأفكار, ومواقد الإنضاج, ومقاعد التعليم, وأفران الأرغفة, ومناجم العزائم, والتنويع, والتهديف, والتصنيع, والبحث, والمختبر..!
هذا الحراك الذي تكاد به البلاد كلها أن تشبه الخليات, وأن يشبه الناس فيها النحلات..
توقعاً لهطول الشهد في كفوف اليقين,..
يبهج إي وربي يبهج..!
هذا الحراك لا يشوبه إلا ثرثرة نابية عن خط سيره الأبلج النقي, ولا يعكره سوى هذا السلوك "الفزعوي" الذي طغى على الوسيلة الإعلامية الجديدة, وانتهك الانتشار..!
فكلما " هشتق" "مهشتق" ركضوا في معيته, وإن كانت جزيئات "هاشتاقه" ركيكة العبارة, قاصرة البعد, ماكرة النية, سطحية الفكرة, .............
أو كلما دعت بوصلة للاتجاه إليها تسابقوا,/ تسابقن/ نحوها وإن كانت كميناً لغايات, أو استدعاءً لأهداف..!
ومع أن السمة الغالبة لمجتمعنا هي طيبته, لكنه لا يبهجنا أن تكون "سذاجته"..!
فلا يبهجني أن تثلم روح الحراك الجميل هذه الفئات,
مع أن هناك ضوابط أخلاقية, وفكرية تحكِم على المرء أن يقيس بها سلوكه, وأتوخى أنها ضمن نسيج تركيبة هذا المجتمع, إلا أن الثرثار/ ين/ ات غلبت عليهم اندفاعتهم..
والشاهد هو هذا الحراك السالب منهم, المضاد للحراك الموجب في خطط التطوير, والتنهيض, والصياغات المستجدة لاستشراف قادم يحقق رؤى التغيير للأفضل الأجمل بحيث تُنفض عن الجميع ظلالُ الاتكال, ويتخلّص الجميع من قصر التطلع الذي هو سائد كقبول المستورد, والرضا بالاستهلاك دون صنع مؤونة الاحتياجات .. ويتجه الكل إلى الفعل الجاد لمواكبة ما يبهج من منجزات التغييرات..!
فلو أن كل " الفَـزَّاع /ين/ ات " الذين نمر بهم, ولا نكاد نلحق بهم على سبيل المثال في " تويتر" وحده, يهدؤون قليلاً, يتريثون, يتفكرون فيما يتبعون, لا يقولون إلا ما يعلمون, لا يزيدون على "الجوقة" طبلاً, ولا يفزعون لكل من "هشتق" وتوارى..
لأصبح للبهجة فسائل, ولاتسعت خضرة ثراها, وأنبتت سبع سنابل بهجات وأكثر, طالما أن دولابها ماض نحو غايته الفاضلة..!