د.عبدالعزيز الجار الله
تتمتع السعودية بموقع استراتيجي فرضت من خلاله قوتها، تعد من الناحية الدينية والجغرافية والحضارية التاريخية أنها قلب الخليج العربي، وقلب الجزيرة العربية، وقلب العرب والعروبة، وقلب العالم الإسلامي، ومن الناحية النفطية فالسعودية مع دول الخليج والعراق هي قلب العالم النابض الذي يضخ النفط.
فهذه المعطيات على الأرض جعلت السعودية بمثابة الجسر القادر على الوصول إلى العديد من الدول العربية والإسلامية عبر حدودها البحرية والبرية وبالتالي فهي قادرة على مد الجسور مع (17) دولة عبر أكثر من منفذ بري وبحري.
تجاور بلادنا في حدودها البرية (7) دول عربية: الأردن، العراق، الكويت، قطر، الإمارات، عمان، اليمن.
وتجاور وتقابل بلادنا في حدود بحرية (10) دول في البحر الأحمر والخليج العربي وفي خليج العقبة، وهي:
الخليج العربي : تجاورها الكويت، وتقابلها في حدود بحرية إيران، البحرين، وتجاورها وتقابلها قطر، الإمارات .
خليج العقبة : تجاورها الأردن، وتقابلها مصر.
البحرالأحمر : تقابلها مصر، السودان، إريتريا، وتجاورها اليمن.
ومن شبكة الترابط الحدودي يمكن فهم سياسات المملكة وتعاملاتها ومواقفها السياسية والاقتصادية والتجارية، كذلك تعطي ابعاد ومضامين أخرى لجولة الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله على دول الخليج الكويت والبحرين وقطر والإمارات، أيضا أي دول الخليج هي الضلع الشرقي للمملكة في المجاورة في الحدود البرية ، والمقابلة والمجاورة في الحدود البحرية التي ستسهل أي اتفاقيات وإجراءات يتفق عليها : تجارية وجمركية وثقافية واتحادية مشتركة.
دول الخليج تاريخيا هي قطعة جغرافية واحدة، جمعتها لغة واحدة وثقافة واحدة وسجل تاريخي واحد وجذور تعود لأكثر من (5000) سنة قبل ميلاد المسيح عليه السلام أي (7000) سنة وتزخر متاحف دول الخليج العربي بالشواهد الآثرية الثابتة والمنقولة التي تؤكد هذه الوحد، وتمدنا الدراسات الانثروبولوجية الاجتماعية والثقافية بوحدة شعب الجزيرة العربية والخليج العربي في التاريخ القديم، وأن الشاطئ الغربي المطل على صحراء العرب، وأيضا شواطئ الخليج العربي الشرقية بكل أراضيها التي تعرف بإمارة الأحواز وتطل على شرقي إيران هي لها نفس الثقافة والتكوين القبلي العربي والعمق السكاني على ظفتي الخليج العربي.
لذا لابد من استثمار هذه المعطيات لتمتين اللحمة والموقف المشترك في جميع المجالات بعد أن امتصت دول الخليج صدمة الحروب الأهلية التي عاشها ويعيشها الوطن العربي منذ عام 2010م نتيجة ما أسموه بالربيع العربي الذي دفع ثمنه العرب غاليا، خسارة الأرواح والأوطان والممتلكات .