التاريخ سيد الحكمة، والرؤية ابنة المستقبل وعصب الحقيقة، ولا يمسك باللحظات والمنعطفات إلا المجربون ممن لهم الدراية والعزم والمروءة ومن خبروا المحكات، وما خبرتهم هذه إلا من صلب هذه المعادلة الدقيقة حيث صاغ الملك عبد العزيز آل سعود ومن بعده أبناؤه علاقتهم مع الزمن وواجهوه وهو في أوج قسوته صارعوه تارة وهادنوه طورًا وما غفلت أعينهم يومًا عن أمانة عجزت عن حملها الجبال فحملوها بإدراك العارفين بخبايا التاريخ ومكائده ومنعطفات المراحل وشعابها، وعلى الرغم من الصعوبات فقد شقوا دروب المستقبل فكان لهم الحق على العرب والمسلمين في أن يكونوا في مكانة تليق بهم بين الشعوب والأمم.
وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يواصل مسيرة سلالة الخير المستمرة بإذن الباري عزّ وجلّ حتى يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.
لا يمضي يوم إلا ويكون شاهدًا على بصر وبصيرة وهبهما الغني القدير لعبد صالح يحث الخطى بخير أفعاله لمرضاة خالقه يمحو أثرًا عابرًا إلى الضلال، ويفتح أفقًا لفاعل خير، وحكمته امتداد لسير الصالحين وتجاربهم التي غيرت ملامح التاريخ وتوازناته بعون قادر قدير.
لقد ارتوى جلالته من نبع عزيمة لا ينضب ليخط صفحات الذود عمّا أوصى به الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه- أبناءه الذين أورثوا المسيرة والمسار لذرية نذرت نفسها لإحقاق الحق ودحر الباطل في بقاع الأرض، وبصلابة الفرسان وفروسيتهم حملوا الأمانة كابرًا عن كابر، هممهم تطال الغيم وبوصلتهم نجمة في السماء لا تنال منهم ريح عاتية وما افلت من بين أيديهم زمام المبادرة، هم أيقونة خشوع وتقوى تليق بأرض الأنبياء وسمو رسالتهم، لم يعرف الغرور طريقًا إليهم وما نالت الصعاب من ليونة قلوبهم المسكونة بحب البشر فكانوا بركة في أطهر بقاع الأرض وأقربها إلى قلوب العرب والمسلمين.
خادم الحرمين الشريفين يحل بين أهله على أرض الكويت التي وهبها رب العباد والبلاد نعمة الجيرة مملكة الخير والسلالة المباركة بإذنه تعالى ومثلما كانت على الدوام وستظل بإذن الله تعالى قلوب الكويتيين وأكفهم تعلو مفتوحة مثل برهم وبحرهم وسمائهم في استقبال الضيف الأعز، ولسان حالهم يقول: نحن الضيوف وأنت رب المنزل.
مرحى يا أخا نوره راعي العوجا.. وأهلاً وسهلاً
فيصل الحمود المالك الصباح - محافظ الفروانية - دولة الكويت