باريس - أ ف ب:
كشفت مصادر إعلامية في المعارضة السورية انشقاق عدد من ما يسمى (أمراء تنظيم داعش) وهروبهم إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة السورية. وذكرت مصادر إعلامية متطابقة أمس الثلاثاء أن خمسة أشخاص من داعش فروا من مدينة الرقة ووصلوا مساء أول أمس الاثنين إلى محافظة إدلب ومن أبرزهم (بلال الشواش) أبو ذر التونسي القائد العسكري لجبهة فتح الشام سابقًا وأربعة آخرين من قياديي التنظيم) . وأكدت المصادر أن بلال الشواش تونسي الجنسية كان قائدًا عسكريًا لفتح الشام في مدينة الطبقة، إلا أنه انشق في مطلع عام 2014 والتحق بتنظيم داعش ليعود الآن إلى إدلب.
وأكَّد ناشطون من حملة (الرقة تذبح بصمت) وصول القادة والأمراء إلى إدلب.. مؤكدين أن صفوف التنظيم في الرقة شهدت انشقاقات عدة خلال الأسبوع الماضي.
في غضون ذلك قتل 25 مدنيا على الأقل أمس الثلاثاء جراء غارات يرجح انها روسية استهدفت مناطق عدة في مدينة ادلب وريفها في شمال غرب سوريا وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإِنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس (تسببت غارات يرجح ان طائرات روسية شنتها على مناطق عدة في مدينة ادلب وريفها بمقتل 25 مدنيا على الأقل بينهم أطفال.
وتتعرض محافظة ادلب منذ السبت وفق المرصد لغارات عنيفة معظمها روسية تسببت بمقتل 121 مدنيا على الأقل خلال الساعات الـ 72 الأخيرة. ويسيطر (جيش الفتح) وهو تحالف فصائل مسلحة على رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل إعلانها فك ارتباطها بالقاعدة) على محافظة ادلب بشكل كامل منذ صيف العام 2015 باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية والمواليتين لقوات النظام.
في سياقٍ آخر حذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أمس الثلاثاء من ان احتمال تقسيم سوريا يلوح في الأفق متحدثا عن جزء (سوريا المفيدة) الذي سيكون تحت سيطرة نظام الأسد وحلفائه والآخر (داعشستان) تحت سيطرة تنظيم داعش. وقال ايرولت في مقابلة مع إذاعة (ار اف اي) (ليس لان حلب ستسقط خلال أسابيع سيتم حل قضية السلام) .
تأتي هذه التصريحات في وقت تتقدم قوات نظام الأسد وحلفاؤها داخل الأحياء الشرقية لمدينة حلب التي كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة منذ 2012. ومن شأن خسارة حلب ان تشكل نكسة كبيرة وربما قاضية لمقاتلي المعارضة السورية. وقال الوزير الفرنسي (هناك منطق الحرب الإجمالي الذي يسعى للاستيلاء على كل سوريا المفيدة) التي تشمل غرب البلاد والمنطقة الممتدة من حلب إلى دمشق ومنطقة اللاذقية الساحلية ومدينة حمص. وعدّ ايرولت ان (هذه الفوضى تهدد الاستقرار في المنطقة ولا تسمح بالقضاء على تهديد داعش) . وأضاف (مع هذه الحرب الشاملة فإنَّ تقسيم سوريا يلوح في الأفق مع خطر تشكيل داعشستان بجانب سوريا المفيدة)، معتبراً ان (خطر التطرف والإرهاب سيبقى في هذه المنطقة).