هاني سالم مسهور
بينما كان المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ أحمد يصل العاصمة السعودية الرياض لاستئناف المفاوضات السياسية وإعادة أطراف النزاع اليمنية إلى طاولة الحوار للخوض في تفاصيل تطبيق (خارطة الطريق) الدولية بعد موافقة دولة الكويت على استضافة جولة المفاوضات شرط التوقيع على مبادئ الحل السياسي في اليمن، كل هذا الجهد طُعن عمداً وقصداً من قبل طرفي الانقلاب (الحوثي ـ صالح) بإعلان ما أسموه (حكومة إنقاذ)، هذا المولود الميت جاء من رحم المجلس السياسي الذي أعلنوا عنه، ولم يستطع أن يحصل على تأييد دولي حتى من إيران الداعم للحركة الحوثية المتمردة.
يحدث هذا متلازماً مع ما كشفته منظمة أبحاث ممولة من الاتحاد الأوروبي معنية بمراقبة الصراعات الدولية، التي أكدت تورط إيران المباشر في تزويد الحوثيين في اليمن بمختلف أنواع الأسلحة عبر الصومال، وثبت عبر صور فوتغرافية لأسلحة جرت مصادرتها من قبل سفينة استرالية وأخرى فرنسية خلال تفتيش روتيني أن تلك الأسلحة موجهة للحوثيين، وثبت أن السفينة الأسترالية التي ضبطت على متن سفينة كانت متجهة للصومال وتحمل اسم (داو) كانت محملة بشحنة ألفي قطعة سلاح بينها رشاشات كلاشينكوف وقاذفات صواريخ إيرانية الصنع.
أما السفينة الفرنسية فتم ضبط بنادق من طراز (هوشدار) إيرانية الصنع، وصواريخ موجهة مضادة للدروع، وهذا دليل مادي جديد يؤكد التورط الإيراني في إمداد الحوثيين بالسلاح، مع تأكيد استخدام الحوثيين لصواريخ (زلزال2) التي استهدفت الحدود السعودية، كما أن القوة الإماراتية الموجودة في اليمن قامت بعملية مداهمة لمخزن أسلحة تابع للحوثيين وجدت فيه صاروخ (كورنيت) يحمل رقماً متسلسلاً ينتمي إلى أرقام الصواريخ التسعة المصادرة نفسها، وهذا يضاف إلى عملية المصادرة للأسلحة الإيرانية التي اكتشفتها البحرية الأمريكية في البحر الأحمر مقابل ميناء الحديدة خلال شهر نوفمبر 2016م.
السلوك الإيراني مازال يدفع بالحوثيين لضرب كل محاولات الوصول لحل سياسي بين أطراف النزاع، فبعد نجاح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالوصول إلى اتفاق أُطلق عليه (اتفاق مسقط) في 15 توفمبر 2016م كان من المفترض أن ينتقل وفد الحوثيين في20 نوفمبر إلى مركز المراقبة والتهدئة في ظهران الجنوب للبدء عملياً في الهدنة التي وافق عليها التحالف العربي وتأسيس أرضية ميدانية قابلة لبدء العملية السياسية، لكن الحوثيين وشريكهم المخلوع صالح لم يذهبوا إلى ظهران الجنوب وضربوا الهدنة عبر أكثر من سبعمائة اختراق.
الحوثيون أصبحوا أشبه ما يكونون بـ(الدُمى) التي تتلاعب بها إيران التي لا تبدو معنية إطلاقاً بالمجاعة الإنسانية التي تضرب الحديدة وكامل تهامة، ولا يمكن أن تكون إيران معنية بهذا العبث السياسي الذي بلغ بتشكيل واحدة من أكبر الحكومات في العالم بالوصول إلى (42) وزارة في دولة لا تمتلك مؤسسة واحدة قادرة على الصمود بAعد وصول البنك المركزي في صنعاء إلى حدود الإفلاس بعد أن تم صرف الرصيد المالي البالغ أربعة مليار دولارA في المجهود الحربي مما وضع البلاد كلها في خطر انهيار اقتصادي.