فوزية الجار الله
خلال الأيام الماضية ضجت وسائل الإعلام بالحديث حول تلك الحرائق التي اشتعلت في فلسطين، تحديداً في الأراضي التي تحتلها إسرائيل، ذلك الحريق العجيب اللافت للانتباه والذي تم بسببه إجلاء عشرات الآلاف من منازلهم بلغت حسب وسائل الإعلام أكثر من ستين ألفاً.
كان آخر خبر قرأته حول ذلك أن إسرائيل تشكر كل من ساعدها على إطفاء الحرائق إلا الفلسطينيين، رغم مساهماتهم !! والأمر الأكثر غرابة أنني قرأت الخبر منشوراً في موسوعة ويكبيديا كالتالي: (حريق غابات إسرائيل 2016 هو مجموعة من أكثر من 200 حريق اندلعت في أماكن متفرقة في إسرائيل.. إلخ) والمعروف أن ويكبيديا موسوعة الكترونية توثيقية وإن كانت الكثير من الجامعات لا تعترف بها وتطلب توثيق مصدر المعلومة المتضمنة في أبحاث منسوبيها أساتذة كانوا أو طلاباً، لكن وجود الخبر هنا يعني حرص إسرائيل على تأكيد وتوثيق الخبر حتى قبل الانتهاء من إطفاء الحرائق ومن التحقيق في الأمر إن كان ثمة جناة كما يدعي الإسرائيليون.
وأيضاً في هذا السياق قرأت مقالاً جميلاً لأسعد العزوني تحت عنوان حرائق إسرائيل.. ما لم يقله أحد ! يقول فيه «باختصار»: (معروف أن النار تأكل الأخضر قبل اليابس، بمعنى أنها تعدم الحياة على الأرض وتتركها خربة سوداء ملوثة بشعة، وهذا هو ديدن يهود بحر الخزر المتصهينين ومثلهم حاليا نتنياهو الكذاب الأكبر في التاريخ والذي يعتمد التحريض على الآخر حلا لمشاكله وطريقة سهلة للهروب من مشاكله وما أكثرها..)
ويقول أيضاً: (أما ممارسات يهود بحر الخزر في الضفة الفلسطينية فحدث ولا حرج، فهم يواصلون باستمرار إشعال النيران في المزارع الفلسطينية قبيل الحصاد لحرق محصول القمح على وجه الخصوص، كما أنهم يواصلون إشعال النيران في أشجار الزيتون الفلسطينية لضرب موسم الزيت وحرق أشجار الزيتون.. وهناك جريمة أخرى ارتكبها يهود بحر الخزر وأثارت نقمة العالم الحر عليهم، وهي حرق بيوت فلسطينية بكامل سكانها ومن ضمنهم أطفال رضّع أمثال الطفل الرضيع محمد أبو خضير والرضيع علي سعيد الدوابشة، وهل ننسى حرق غزة عدة مرات بقنابلهم المحرمة دوليا وحرق 260 طفلا غزيا على مدار سنتين؟)
هذا عدا المصائب والذبائح التي اقترفتها بحق الشعب الفلسطيني منذ احتلال فلسطين وحتى زمننا الحاضر.
وقرأت أيضاً مقالاً لصابر علام يتساءل فيه: (هل إسرائيل لا تملك الوسائل التي تمكنها من إخماد النار؟ لاحظ أن إسرائيل بالفعل، هي دولة الجيش.. أي أن الجيش هو المهيمن بالفعل على مناحي الحياة.. وأن السياسيين أغلبهم عسكريون. كما أن الدولة، تعد نفسها لنشوب الحرب، مع أي من جيرانها، في أي لحظة. الدلائل على ما نقول كثيرة ومتنوعة، فهم يفتعلون الحرائق في الضفتين الأردنية والفلسطينية باستمرار) هذا ما يصرح به الكاتب صابر علام وهذا ما يعتقده الكثيرون بما فيهم أنا.