يوسف بن محمد العتيق
تبحث في الكتب والمدونات وتقرأ فتعلق في ذهنك معلومات مهمة، وتعلق في ذهنك أحياناً شوائب مما قاله المؤرخون عن أشخاص لم تذكرهم كتب التاريخ بخير، وفي بعض كتب التاريخ المحلي ليس في وطننا فقط بل في كل مكان توثق هذه الكتب معارك وحروباً بين أبناء المجتمع الواحد في سالف الأيام.
هذا أمر يمر بنا جميعاً حين نقرأ في كتب التاريخ القديم أو كتب التاريخ المحلي فيبقى في ذهن البعض أن أهل تلك المدينة أو تلك البلدة دخلوا مع المدينة الأخرى في خصومة على أرض أو مسيل ماء، وتلك معارك وحروب كانت لها ظروفها في تلك الفترة والتي يجب أن لا نقف عندها لحال من الأحوال وكلهم الآن بين يدي ربهم.
ونحن الآن بين صنفين من الباحثين والكتاب وبعض المثقفين:
الأول يدرس التاريخ ويستخرج من بطون الكتب الشخصيات ذات الحضور الاجتماعي الطيب والوطني والتي كانت تقف من الجميع بمسافة واحدة، وهذا الصنف من الباحثين والمؤرخين يجب أن يذكر جهده ويشكر.
وأما الصنف الآخر من الباحثين في التراث ومدونات التاريخ هو من ينبش الكتب فيستخرج قصيدة قالها فلان في نقد فلان أو مدينة أخرى، وأحياناً نجد بعض الباحثين يستغرق جزءاً كبيراً من وقته للبحث في معركة بين بلدين متجاورين ويستخرج من الوثائق الأسماء للمقاتلين في تلك المعركة، وكأنه يريد أن يقول للناس هؤلاء هم الذين خاضوا في الدماء في تلك الفترة!!
هذان نموذجان لمن يبحث في بطون الكتب ومدونات التاريخ، وهذا الصنف الأخير من الباحثين هم بالفعل وقود الفتنة الاجتماعية التي يجب أن يعرفوا خطر ما يقومون به عند البحث في تاريخ الوطن.