عبد الكريم الجاسر
لا يمكن قبول مقولة أن لدينا أقوى دوري عربي بالمستويات التي نشاهدها حالياً، ويمكن أن نعدد المقولة لنقول لدينا أكثر الدوريات العربية إثارة ومتابعة، وهنا نكون من وجهة نظري أقرب للواقع منه للمسميات الرنانة واللعب على العواطف.. فمباريات دورينا ومستويات من يعمل به من مدربين أقل من السابق وأقل من الطموح، وأقل من أن ترتقي بكرتنا السعودية إلى الأفضل.. فعلى سبيل المثال فإن الأسماء التدريبية العاملة لدينا معظمهم لا يرتقي لفئة من المدربين على مستوى العمل الفني أو حتى على صعيد الاسم في عالم التدريب مقارنة (مثلاً) بدول الجوار التي تزخر بأسماء وجنسيات ومدارس كروية مختلفة وأسماء أكثر شهرة في عالم التدريب.. في حين تحول الدوري السعودي في السنوات الأخيرة فرصة عمل لمن لا عمل له، ولمن لا يجد فرصة النجاح في مكان آخر، وهذا يبرر كثرة الأسماء غير المعروفة في دورينا إلا عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة وربما أقل.. فالغالبية العظمى من الأسماء سواء التي أقيلت أو العاملة حالياً أو حتى العائدة مجدداً لا تنجح في دوريات أخرى وأمام مدربين جيدين، فالمعروف أنك حين تلاقي مدربين أفضل منك وفريقاً أكثر تنظيماً وعملاً فنياً مميزاً لا تستطيع أن تجاريه.. في حين تستطيع أن تكسب الفرق التي تلعب كرة عادية وغير منظمة وهكذا.. ولنا في فريق التعاون على سبيل المثال الموسم الماضي أكبر مثال حيث كان من أصعب الفرق التي تواجهها الفرق وخصوصاً الكبيرة نظراً لتوفر هذه الميزة لديه وعلى العكس حين يشرف عليه مدرب أقل خبرة ويصبح أسهل وليس صعباً تجاوزه (وهذا مثال تقريبي).. إذاً نحن بحاجة للعودة مجدداً للبحث عن الكفاءة الفنية لمختلف الفرق وتاريخياً كان للدوري السعودي صيت وقوة بفضل ما يضمه من أسماء تدريبية عالية المستوى حتى الأندية الأقل إمكانات كانت تحضر مدربين ممتازين تجعل مبارياتها مطبات صعبة التجاوز للفرق الكبيرة، كما كان الطائي مثلاً والقادسية في فترة من الفترات وهكذا.. أما ما يحدث حالياً من عدم الاهتمام بكفاءة المدربين والبحث عن الأفضل فقد جعل الدوري السعودي كأنه دوري الدرجة الأولى منذ سنوات حيث المدربون العرب الذين ينتقلون بين الأندية دون إضافة فنية كما هو الحال اليوم.. ولذلك فليس غريباً أن تجد أندية قطر والإمارات مثلاً أصبحت متواجدة بقوة في دوري أبطال آسيا وباتت رقماً صعباً على الأندية السعودية رغم التاريخ والموهبة والخبرةلتي تصب في صالح أنديتنا.. وفي جميع الدول يبدأ التطور من انتداب الأسماء الكبيرة في عالم التدريب واستقطاب أكبر عدد منها كما يحدث في الصين حالياً حيث تعد من الدول الواعدة بنهضة كروية قريبة، وذلك باعتمادها استقطاب اللاعبين الأجانب الجيدين والمدربين المعروفين عالمياً في مختلف الأندية وليس نادياً أو اثنين إنما هي ظاهرة شاملة لكل الأندية، وإذا أردنا الانتقال من المرحلة الحالية للكرة السعودية علينا بالإضافة لأشياء أخرى أن نبحث عن أفضل الأسماء وأكثرها إفادة وإضافة.
لمسات
- صدارة هلالية مستحقة بالفوز الثلاثي على الشباب لكن الفارق مع الثاني ثلاث نقاط لا يعد مريحاً جداً لكون أي تعثر قد يغير الموازين كما حدث أمام الاتحاد.. ولذلك يجب الحفاظ على الصدارة بأي ثمن وسابقاً كانت نقطة واحدة في الصدارة كافية ليقاتل عليها الفريق طوال الموسم حتى يحقق اللقب.
- للأسف معظم مباريات الدوري لم تعد تجبرك على متابعتها نظراً لهبوط المستويات وضعف الأداء وغياب عنصر التكافؤ في بعض المباريات وأيضاً عنصر المفاجأة والتألق لا يمكن توقعه.. ما يجعل المتابعة فقط تنحصر على المهتمين من الفريقين.
- في انتخابات اتحاد الكرة المقبلة أتمنى ألا يصوت المصوتون لأي من أعضاء اللجنة الفنية للاحتراف للدخول في عضوية الاتحاد.. فهؤلاء الذين أثبتوا نجاحاتهم يحب أن يبتعدوا عن الارتباط بأي اتحاد، وأن يبقوا في لجانهم يعملون مع رابطة دوري المحترفين وبعيداً عن الدخول في صراعات السلطة فهم كفاءات ناجحة يهمنا أن يبقوا لأطول فترة ممكنة ما لم يأت من هو أفضل منهم.
- أيضاً الزميل العزيز ياسر المسحل أراه كفاءة متميزة ستخسرها الرابطة إذا ما تم فوزه بمنصب نائب الرئيس خصوصاً بعد أن تم الفصل بين الرابطة والاتحاد.. إذا وجوده في الرابطة أكثر أهمية.
- ونحن ننتظر برامج المرشحين لرئاسة اتحاد الكرة يتضح لنا أن بعضهم لا زال بدون برنامج (!!!) في حين اشتملت فقرات برنامج المرشح عادل عزت فقرات وردية لا علاقة لها بكرة القدم وهي فقط لدغدغة مشاعر الجماهير كناد المليون مشجع لدعم المنتخب (!!!) في الوقت الذي يقف الشعب كاملاً خلفه وعددهم أكثر من 27 مليوناً إضافة لتعزيز مكان كرة القدم في المجتمع السعودي وهذه أيضاً (مزحة) على ما أظن فالكرة السعودية في المجتمع تحتاج لتقليل الاهتمام بها وليس تعزيزها ربما كان المقصود تعزيز ممارسة المجتمع لكرة القدم.
- كما خلا البرنامج من أي توجه لتطوير الفئات السنية ودعمها إضافة إلى غياب برامج المنتخبات!