يوسف المحيميد
لم تمر العلاقات السعودية الإماراتية منذ عقود كما هي الآن من حيث التنسيق على المستويين السياسي والاقتصادي، وبما تحظى بها من تجانس واتحاد في اتخاذ المواقف المصيرية، حتى أن هذا التلاحم لم يقتصر على مستوى القيادتين، وإنما امتد إلى تلاحم نادر ولافت بين الشعبين الشقيقين بما يؤكد أنهما شعب واحد، يحتفلان باليومين الوطنيين للدولتين معاً، حتى لو كانا خارج المملكة والإمارات، فكثير من المبتعثين السعوديين يحتفلون باليوم الوطني لدولة الإمارات، والعكس أيضاً بالنسبة للإخوة الإماراتيين.
هكذا إذن تُبنى العلاقات الناجحة، التقاء الإرادة السياسية للقيادتين تجاه ملفات المنطقة وموضوعاتها الشائكة، وفي الوقت نفسه انسجام مشاعر الشعبين السعودي والإماراتي، وطموحاتهما لمستقبل جديد، يمثل النموذج الأمثل على المستويين العربي والإقليمي، فها هي الإمارات تصبح أنموذجاً مميزاً لاستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية من مختلف أنحاء العالم، وها هي المملكة بثقلها العربي والإسلامي والإقليمي، وبكونها إحدى دول مجموعة العشرين تقود سوق البترول العالمي نحو الاستقرار، بتحقيق اتفاق تاريخي بين دول الأوبك والدول المنتجة والمصدرة من خارجها، على رأسها روسيا، وفي الوقت نفسه كانت المملكة قد دشنت مدينة صناعية تعدينية عملاقة في رأس الخير، حملت معها خيراً كثيراً على مستوى البنية الأساسية التنموية، وعلى مستوى الفرص الوظيفية للمواطنين.
هذا التجانس الذي تقوده حكمة القيادتين سيكون له تأثير واضح على العلاقات مع بقية دول المنطقة، وسيكون أنموذجاً لعلاقات ثنائية نوعية بين الدول، بما يعود بالنفع على الجميع، فهو زمن التكتل والاتحاد بامتياز، على المستويين السياسي والاقتصادي، ويزداد نجاحاً حينما يكتمل ذلك العقد، بالاتحاد على المستوى الاجتماعي، لأن إرادة الشعوب أمر لا يُستهان به، وهي داعم مهم وفاعل للإرادة السياسية، والتكامل الاقتصادي.