سعد الدوسري
ليس جديداً أن يظهر على المنبر، مَنْ يشوِّه صورة الدين والمجتمع، ويخلق بلبلةً تثير علينا الداخل والخارج. لذلك، فإن الحل القطعي لهذه الظاهرة مطلوب بشكل عاجل. على وزارة الشؤون الإسلامية أن تتخذ إجراءات أكثر حزماً مع كل من تبدو عليه سمات التشدد، فمثل هؤلاء خطر على أنفسهم وعلى غيرهم؛ المتشدد لديه نزاعات تصادمية مع الآخر، ستؤذيه بلا شك، وستجعل منه كائناً يبحث عمّن يدمره، فإن لم يجد، دمر نفسه. وفي حالة الخطيب الذي يصعد على منبر الجمعة أو منابر الدروس اليومية في المساجد، فإن الخطر يتزايد، لأنه يؤذي بتطرفه الآخرين في محيطه، وربما في محيطات أوسع.
قبل أيام، قال المفتي كلمته فيمن يستغل المنابر، وطالب بعزلهم، معتبراً أنهم يقومون بفعل خطير وأنهم ليسوا على بصيرة. أما وزارة الشؤون الإسلامية، ففي كل مرة تقول بأنها اتخذت الإجراءات اللازمة تجاه هؤلاء، ولا نعرف ما هي تلك الإجراءات، وإلى أي مدى هي رادعة، وهل هي كافية لإيقاف هذه الظاهرة الخطيرة، حسب المفتي؟! وإن لم تكن كافية، فمن بيده أن يعيد النظر فيها؟! إن الخوف هنا، أن يكون هناك من هو متهاون، وربما عن غير قصد، في تنفيذ الإجراءات، وبالتالي يتهاون أولئك المتشددون في الالتزام بما ورد فيها. وبعد فترة، يعود المتشدد بقصة أخرى، هي أكثر تشدداً من الأولى.