فهد بن جليد
قبل نحو عام حدثتكم عن تاجر صيني , فرض رسوماً على استنشاق الهواء النقي في مطعمه بعد أن ركَّب (مراوح وفلاتر) لتنقية الهواء, ورأينا كيف أن السلطات المحلية هناك وقفت بجانب المستهلكين, ومنعت التاجر من استغلال تركيبه (للفلاتر) نتيجة تلوث الهواء , لفرض رسوم على الزبائن..!.
ولأن التاجر في كل بلاد الدنيا (صاحب حيلة) , وعينه ترقب دائماً (الفرصة المناسبة) لاستغلال (الثغرات المحيطة) أو (الأخطاء الحكومية) من أجل شفط (جيب المواطن) بأي شكل أو طريقة, فقد نجح التجار في الصين هذه الأيام في بيع (الهواء المعلب) على الناس في الشوارع - بعد عام كامل - من الجدال حول أول قضية استنشاق هواء نقي بمقابل مادي في مكان مغلق , وفعلاً أصبح الناس يشترون الهواء المعلب في ظاهرة غريبة وفريدة ؟!.
من لوث الهواء في الصين هم التجار , ومن يبيع الهواء النقي في الصين هم التجار أيضاً, وفي كلتا الحالتين على المواطن أن يدفع الثمن , علينا أن نفهم وندرك أن (ما سبق) لا يخص الصين العظيمة لوحدها , فكل بلاد الدنيا مليئة بمثل هذه (الحيَّل) على طريقة من يتسبب في الضرر يكسب عند العلاج..!.
أعجبني التنوع في العرض الذي وفره التجار - حفظهم الله - وكأنهم يقدمون ما يُفيد (لشفط جيوب) كل فئات المجتمع, قارورة (هواء كندي) مستوردة بـ16 دولار, هواء نيوزلندي نقي (17سنتاً) لكل شهقه, أمَّا الهواء المعبأ محلياً فلا يتجاوز سعر القارورة (0.7دولار) وتكفي لنحو 180 عملية شهيق.. يا بلاش!.
الطريف في الأمر أن مُستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين جرَّبوا (الهواء النقي) يقولون لا فرق بينه وبين ما يستنشقونه من هواء يومي تقول الحكومة إنه (ملوث) بناء على دراسات وتحليلات وتجارب وتقارير قدمتها (شركات خاصة) لقياس مستوى (تلوث الهواء), وهذا يكفي لاكتمال الضلع الثالث في المعادلة (دخول التاجر) في تقييم المشكلة أيضاً, والكشف عنها..؟!.
إذا عرف السبب بطل العجب , والعاقبة (لتجارنا) بالمسرات, لتوفير ما يحتاجه أهل الهياط والموضة مُستقبلاً, فلعل إكرام الضيف (بشفطة هواء) ألزم عليه من فنجال قهوة, والعلم عند الله؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.