د. خيرية السقاف
افعل وكن أنت.!!
قل ما شئت, اكتب ما تريد, عبِّر عمّا ترى!.
اضحك متى فرحت, البس ما فيه رغبت!..
نم وقتما تداهمك السِّنة, ثم انهض ما عبثت فيك الدماء!.
اركض متى عزمت, واركد متى احتجت!..
كل ما اشتهيت, وتعطّر بما انتقيت!..
جالس من اخترت, ابتعد إن قررت, واقترب متى أمِنت!..
كن أنت وافعل.
فالناس كما يقال إنّ « رضاءها غاية عصيّة» ,
فهي لا ترضى عنك إلاّ إن وافقت هواها, ومتى اختلفتَ عاركتك..
كيف ترضيها, ولا تقصيها ؟!
تلك مهنة تشقُّ على اللين جانبُه, ولا تعصى على ذي العريكة المضادة لعريكته!
و»الطيور على أشكالها تقع».
غير أنّ أنواع الطيور تأوي إلى الشجرة الواحدة تحملها كلها, وإن اختلفت أصواتها,
وتباينت أنواعها, وأحجامها..
هذه الشجرة هي الحياة بالنسبة لك!!..
عرصاتها, ودروبها, ومواقع الالتقاء فيها بك غيرك, وغيرك بأنت..
فبمثل أن الطير لا يملك الشجرة , فأنت لا تملك الأرض..!
لست وحدك على أية حال!.
لكنك في كل حال ستلتقي الإنسان, وهو وحده القضية الشائكة في حياتك..
فكن أنت,
مع أنك حين تكون أنت, أنت لست وحدك
كالطيور, أنت معه!!.
وعليك أن تفصل بين ما هو لك فتطلق أجنحتك,
وما بين بيت العنكبوت الذي يأوي إليه غيرك في الحيز الرهيف,
لتنجو بما لك, وبما له عندك..!!
نعم, كن أنت,
ولا تشق بيت العنكبوت!! .............