جاسر عبدالعزيز الجاسر
لأنّ الرياض وأبوظبي تقودان التحرك العربي الفعال، فإنّ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تعطي أملاً كبيراً للعرب بأن المصالح العربية محصنة ومصانة بحكمة وفعالية التحرك للقيادتين السعودية والإماراتية اللتان أصبحتا قاطرة التحرك التي تقود الدبلوماسية العربية وتعزز القوة العربية التي تتصدى للمحاولات الفارسية التي يقوم بها نظام ملالي إيران في توسيع النفوذ الإيراني في المنطقة العربية والحد من تدخلات النظام الإيراني الذي يعمل على تكثيف وإنشاء مليشيات الإرهاب الطائفي والتي أقامت لها مستوطنات إرهابية في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، وقد نجحت القيادتان السعودية والإماراتية في إجهاض المحاولة الطائفية من قبل نظام ملالي إيران من إقامة جيب طائفي إرهابي في شمال اليمن لتهديد دول الخليج والجزيرة العربية، فقد كانت دولة الإمارات العربية من أوائل الدول التي تفاعلت مع قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز في التصدي للعدوان الإيراني ومحاولات نظام ملالي إيران احتلال اليمن عبر دفع عملائه الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح إلى تنفيذ انقلاب لإسقاط الشرعية اليمنية وإقامة نظام طائفي تابع للملالي الطائفيين يكون مصدر تهديد إرهابي لدول الخليج العربية، والجزيرة، ومركزاً للمليشيات الطائفية، وتشكيل مثلث إجرامي تمدد أضلعه في جنوب لبنان إلى العراق وصولاً إلى شمال اليمن مما يشكل تهديداً وبؤراً إجرامية تحوط المنطقة العربية، ولذلك فقد كان قرار ملك الحزم سلمان بن عبدالعزيز قراراً إستراتيجياً ليس فقط لتحصين أمن المملكة العربية السعودية فحسب، بل يعد تحركاً يهدف إلى تقوية الأمن القومي العربي، ومن هنا جاءت مشاركة دولة الإمارات العربية، التي كانت مشاركة واضحة صادقة بلا لبس ولا تهدف إلى تحقيق مصالح ومكاسب مادية أو سياسية، بل كانت مشاركة وجدانية وعملاتية تمثلت في مشاركة قوات برية وقوات جوية ذات كثافة وقدرة عالية من التفوق والإقدام والإخلاص، وكانت المشاركة الإماراتية كثيفة وتمثل القوة العسكرية الثالثة بعد السعودية واليمنية.
هذا التلاحم السعودي الإماراتي والذي وضح على أرض اليمن يترجم نوعية العلاقات المتميزة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، فالبلدان يكادان أن يكونا بلداً واحداً وهو ما ظهر بوضوح أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى دولة الإمارات العربية التي كشفت حب أبناء الإمارات جميعاً لخادم الحرمين الشريفين وللسعوديين جميعاً، وقد جسّد أبناء القبائل الإماراتية هذا الحب وتلاحم أبناء البلدين في استقبالهم وظهورهم مستقبلين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالغناء الحماسي والرقصات الشعبية التراثية، كما احتفل السعوديون في كل مدن السعودية في ذكرى تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة إذ شهدت مطارات المملكة رفع أعلام دولة الإمارات وقام عدد من الشبان بتوزيع الحلوى في هذه الذكرى العزيزة على السعوديين والتي ترجمت العلاقة الخاصة بين أبناء البلدين.