ناصر الصِرامي
ترتبط بدايات ثورة التكنولوجيا في أذهاننا بانتشار أجهزة الكومبيوتر وألعاب الفيديو والهواتف المتحركة في الثمانينيات.
لكن لم نكن ندرك جيداً في النصف الأول منه - أيضا، أن الطابعات ثلاثية الأبعاد التى عمل عليها «تشاك هال»، كانت خيالا حاضرا لم يصدقه المستثمرون حينها، لم يكن أحد ليتوقع روعة وغرابة وخيال الأشياء التي سيتم إنتاجها عبرها.
مجلة «نيوساينتست» قدمت بعضا من هذه الأشياء المثيرة حقا للاهتمام والدهشة، من أول نماذجها البلاستيكية، ذلك الكوب الصغير كان أول شيء يتم تصميمه، وطباعته بنجاح.
الخيال ذهب أبعد من ذلك الوقت حتى الآن على الأقل، وبعد أن كانت تكلفة يد مشابهة لليد البيولوجية الإلكترونية، التي صممتها شركة «إيكسي» اليابانية، ستبلغ عشرات الآلاف من الدولارات لو تم تصنيعها منذ أعوام،الان يمكن تصنيعها بتكلفة أقل من 300 دولار. وقد أنتجت نماذج للذراع، ويمكن لأي شخص تنزيلها من الإنترنت!.
ليست التقنية قادرة على حمل وجه واحد إيجابي، حيث تمكن هذه التقنية تحديدا من طباعة كل شيء تقريباً بلا استثناء ،أسلحة نارية مثلا، وهو ما تم بولاية تكساس عام 2013 .
بعدها بعام في 2014 تمت صناعة هيكل كامل لسيارة إلكترونية باستخدام طابعة عملاقة في شيكاغو، واستغرقت العملية 45 ساعة، تبعها انتاج سيارة سباق صغيرة الحجم.
لكن كل ذلك هين، أمام «طباعة» أجزاء من الجسم.البشرى، الذي أبدعه «ديمات ستريب»، وقدم نسخة مقلدة من الأذن اليسرى لفينسنت فان غوخ مصنوعة من خلايا حية مشتقة من أنسجة قدَّمَها حفيده.
بعدها بسنوات قليلة، أعلن علماء عن تصنيع أعضاء من جسم الإنسان بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، في اختراق كبير يحققه طب التجديد. وذلك للتعويض عمّا فقده الإنسان أو تضرر فيه.
وتم طباعة العظم والعضلة والغضروف، وكلها عملت بصورة طبيعية، عندما زُرعت في حيوانات، هذا الاختراق الجديد سيساعد على إمكانية استخدام أنسجة حية لتصليح ما يتلف من الجسم.
كما إمكانية ترتيب خلايا بشرية منفردة في شكل محدَّد بدقة، للاستعاضة عن فك مكسور أو أُذن مفقودة أو عضلة قلب تالف، بل أصبح بالإمكان الآن طباعة الأنسجة لتفتح أبوابًا جديدة طبيا، وحديثا موسعا عن دلالة عمر الإنسان!
«لنقل إن مريضًا أُحضر إلينا وهو مصاب في فكه، وهناك عظم مفقود منه. نتسلمه نحن، ونجري عملية تصوير، ثم نأخذ بيانات التصوير، وننقلها، عن طريق برمجيتنا لتشغيل الطابعة، كي تصنع قطعة من عظم الفك، تدخل جسم المريض بانسجام تام». يقول البروفيسور أنتوني أتالا.
أضاف أتالا: «طبعنا طائفة واسعة من درجات قوة النسيج، من العضلات بوصفها نسيجًا رخوًا، إلى الغضروف والعظم بوصفهما نسيجًا صلبًا، واتضح أنه بالإمكان طباعة طائفة كاملة من درجات قوة النسيج. أضاف أن العلماء يأملون في مواصلة العمل على هذه التكنولوجيات لطباعة أنسجة بشرية أخرى، وفي النهاية طباعتها مباشرة في جسم المريض.
ونقلت «بي بي سي» عن البروفيسور مارتن بيرتشال أستاذ الجراحة في كلية لندن الجامعية إن العلماء «تمكنوا من إنتاج ما يبدو أنه الوزة التي حقًا تبيض ذهبًا».
وللترويج قليلا عن هذه الصدمة لك, وحل أزمة الإسكان المزمنة، فقد طبعت شركة البناء «هواشانغ تينغدا» منزلاً كاملاً مكونًا من طابقين في بكين. وشيد فريق العمل بالشركة إطار المنزل، ثم غطاه بالخرسانة باستخدام طابعة ثلاثية عملاقة. واستغرقت العملية 45 يومًا فقط من البداية حتى النهاية!.
ليس ذلك وحسب، بل وتمت طباعة أطعمة، منها أشكال من معجون اللوز بألمانيا، ومن الأطعمة الشوكولاته، والبسكويت الحلو، والعجين، والأيس كريم.
حتى الموسيقى بعذوبتها وصفائها وجمالها وآلاتها، مثل كمان شفاف تم صنعه في باريس عام 2015. وعدل التصميم في محاولة لتوزيع الوزن على أفضل نحو ممكن، وتوفير أفضل خصائص صوتية موسيقية ممكنة من أجل طرب أفضل..!
إلى اللقاء..