أحمد المغلوث
اليوم تحتضن عاصمة مملكة البحرين «المنامة» هذه العاصمة القديمة والجديدة في آن القمة الخليجية الـ 37.. هذه القمة التي باتت ومنذ عدة أيام هي المادة الأساسية للصحافة في البحرين ودول الخليج وحتى العالم العربي باعتبار هذه القمة «المناسبة» من المحطات التاريخية التي تفخر كل دولة باستضافتها. ولقد اهتمت مملكة البحرين مبكراً بهذه القمة فكانت الاستعدادات على قدم وساق حيث أعدت كل البرامج والأجندات الفنية والإدارية المطلوبة منها عبر أمانة مجلس التعاون الخليجي.
وكان أمين عام المجلس الدكتور عبد اللطيف الزياني قد أوضح لـ «(الجزيرة) مؤخراً أن التحضيرات للقمة الخليجية في مملكة البحرين وفي الأمانة العامة للمجلس تعمل على التحضيرات النهائية للقمة.. أ.هـ» لذلك واصلت اللجان الاقتصادية والوزارية والأمنية بدول المجلس على مستوى الوزراء اجتماعاتهم التي تواصلت ليل نهار وهي تبحث المواضيع المتعلقة بدولهم وشعوبهم تمهيداً لعرض توصياتهم أمام قادة المجلس في قمة اليوم وما تم تنفيذه بشأن قرارات مقام المجلس الأعلى والمجلس الوزاري الموقر، وما تم إنجازه في إطار التكامل والتعاون في مسيرة العمل الخليجي المشترك بالإضافة إلى عدد من الموضوعات المتعلقة بسبل تعزيز وتطوير العمل المشترك في جميع المجالات، وإلى التقارير المرفوعة من اللجان الوزارية المختصة والأمانة العامة، والتي سيتم رفعها إلى المجلس الأعلى للتوجيه بشأنها.
والمتابع لفعاليات هذه القمة يلاحظ الجهد الكبير الذي بذله الجميع بصورة تفوق كل ما يمكن أن يكتب عنها في هذه الزاوية أو غيرها.. نظراً لأهميتها والهاجس الكبير الذي يملأ عقول المواطنين الخليجيين ويطارد وجدانهم وأحلامهم في هذه الفترة الحياتية الصعبة لا في عالمنا الخليجي والعربي وإنما في العالم كل العالم. ومن هنا يأمل ويحلم كل مواطن في خليجنا الواحد والسعيد أن تستمر سعادته واستقراره وأمنه تحت ظلال قادة هذه الدول الذين سعوا ومنذ أربعة عقود ومن خلال مجلس التعاون الخليجي لتحقيق الأفضل لشعوب دولهم رغم التحديات التي واجهها هذا المجلس.. لكنهم وبفضل من الله وتوفيقه ثم بحصافة قادة الخليج الذين استطاعوا القفز على كل المعوقات وحققوا الكثير لدولهم في زمن صعب، ومع هذا ورغم هذا رسمت دول الخليج ملاحم من التنمية والإنجازات سطّرتها شعوب الخليج وفرضت على كل من يشاهدها أياً كان أن يرفع رأسه دهشة وتقديراً.. ومن حق هذه الشعوب أن تتطلع للمزيد من الخير والرفاهية وأن تتحقق أحلامهم وآمالهم المنشودة في وحدة خليجية كبرى.. وأن تفتح آفاقاً جديدة لشعوبها عبر توفير كل ما من شأنه أن يسعدها ويخفف من بعض ما تعانيه شعوبها من بطالة ومحدودية فرص العمل وتوفير السكن.. ولا شك أن قادة دول الخليج لديهم عزم صادق واردة صلبة لمجابهة مسئولية وطنية تستطيع أن تفعل الكثير في مجالات التكامل الخليجي، وأن تتحقق جميع أحلام أبناء الخليج.. وأن توقظ الهمة وتحرك كل ما يمكن في داخل شعوبها من فعالية وقوة وقدرة على التحدي والتصدي لكل من تسوّل له نفسه المساس بالوحدة واللُحمة الخليجية الواحدة.. والقمة الخليجية اليوم بالمنامة التي يجيء انعقادها مع ملابسات خطيرة تتصل بما يجري في المنطقة من حروب وإرهاب ومواجهات وخطر توسع النظام الفارسي وتدخله السافر في العراق وسوريا ومساندته للانقلابيين (الحوثيين) في اليمن وحتى في لبنان من خلال حزب الله.؟!.
كل هذا وذاك يجعل القمة الخليجية اليوم قمة استثنائية وهامة مما يضاعف من دور القمة الخليجية في التفرُّد بمواقف التصدي لكل من يحاول المساس بأمن واستقرار دولها كافة. إلى جانب التزامها الدائم نحو الدفاع المشترك عن أمنها ومصالحها وبتر يد من يحاول العبث بأمن شعوبها واستقرارهم.. كل هذا وذاك يقع تحت مسئولية قادة الخليج - حفظهم الله ووفقهم - نحو خير الأمة الخليجية والعربية والإسلامية جمعاء.. ؟!
تغريدة: اليوم عبير خير وأريج يأتينا من قمة الخليج.؟!