رقية سليمان الهويريني
بدعوة كريمة من الدكتور إبراهيم أبو هادي النعمي المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام بجامعة جازان تم التجول في مباني الجامعة الجديدة المطلة على ساحل البحر الأحمر، التي تبلغ مساحتها الإجمالية تسعة ملايين متر مربع وتكلفتها ستة مليارات ريال، وقد صممت وفق طراز معماري فريد، وتحتوي على 16مشروعاً، يضم برج الإدارة الزجاجي الذي يبلغ ارتفاعه 18 طابقاً، وقد صمّم على مستوى عالٍ من الهندسة المعمارية المتفرّدة، إلى جانب مشروع إنشاء بحيرة مائية تحيط بها جميع الكليات وتتوسطها نافورة يبلغ ارتفاعها200 متر، وحولها الإسكان الجامعي، ومنطقة كليات الطلاب والطالبات، حيث جهزت قاعاتها بأحدث التقنيات والمكاتب الإدارية ومكاتب أعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى المدينة الرياضية التي تحتضن كافة الألعاب في صالاتٍ مغلقة ومفتوحة، والمدينة الطبية المشتملة على المستشفى الجامعي والكليات الطبية والعلوم الصحية وكلية الصيدلية، وتبلغ عدد أسرة المستشفى800 سرير؛ وسيتم التعاون في تشغيله وإدارته مع المركز الطبي بجامعة جورج واشنطن الأمريكية.
وبعد التجول في المباني المبهرة المطلة على البحر، تم الانتقال للمباني الحالية التي تزمع الجامعة الانتقال منها، حيث دخلت بوسط أبنائي الطلاب في كلياتهم ولم يكن وضعي غريباً، وعبّرت بمشاعر فيّاضة عن تلك المشاهد للدكتور إبراهيم أبو هادي ذلك الرجل المحب لمنطقته، المتقد حماساً لتطويرها، وصديق الشباب، فهو أمين عام مجلس شباب منطقة جازان، وكان في مكتبه أحد الأساتذة الذي شاركنا الحديث حول الجامعة والطلبة. وبعدها تمت مقابلة وكيل الجامعة الدكتور عبد الله الحسين الذي يتضوّع خلقاً ورزانة، وجرى حوار ممتع حول طموحاته للجامعة والواقع الذي تعيشه وفخره بطلبتها المتفوّقين الذين تسنموا مواقع تليق بهم وبمنطقتهم، وتمت مناقشة الفكر الاستثماري الذي تتبناه الجامعة ويتماهى مع رؤية 2030بعدم الاعتماد كلياً على الحكومة، خصوصاً أن الجامعة تحوي في حرمها المنطقة الاستثمارية المتمثلة بفندق فئة خمس نجوم ويطل على الشاطئ الشمالي لمدينة جازان ويضم 18 طابقاً بتكلفة تقدَّر بـ225 مليون، كما جرى الحديث عن دور الجامعة في التغيير الاجتماعي المنشود. وسمعت عبارات جميلة ملؤها الحماس لإحداث التغيير، ومغلفة بالإخلاص لأفراد المجتمع الجيزاني الحبيب.
غادرت الجامعة ومشاعر الفخر تسري في عروقي، وأحاسيس الاطمئنان تسكن قلبي وأنا أراها تحدث حراكاً فكرياً هائلاً، وتنشد تغييراً إيجابياً كبيراً لهذه المنطقة الوادعة العابقة بشذى الفل، الفواحة بنسائم الفكر، العاطرة بروائح الأدب!