سعد الدوسري
خلاف الأدباء مع مؤتمر الأدباء، ليس خلافاً شخصياً، إنه خلاف الأديب الذي ينزع للتخلّص من قيود البيروقراطية، مع البيروقراطية التي لا تريد أن تتطور، لتخلق نموذجاً ثقافياً مغايراً، مثل تجربة أرامكو للإثراء المعرفي، التي يحترمها الأدباء بكل أطيافهم، مع العلم أن أرامكو مؤسسة رسمية، مثلها مثل وزارة الثقافة والإعلام.
خلاف الأدباء مع مؤتمر الأدباء، هو خلاف الأديب التوّاق للمشاريع الثقافية المتألقة، مع المؤسسة التي لم تنجح في إطلاق مشروع ثقافي يعبّر عن المبدعين المتجاوزين، والذين لفتوا أنظار المثقفين في الدول القريبة والبعيدة، فصاروا ضيوفاً دائمين لمهرجاناتهم السنوية.
خلاف الأدباء مع مؤتمر الأدباء، هو خلاف الأديب الذي ينتظر أن يرى أفقاً جديداً، مع أولئك الذين يسدون كل الآفاق، لكي يبقوا في وظائفهم وعلى كراسيهم الوثيرة، على الرغم من كل ما حولهم من فعاليات ناجحة، ينظّمها شباب عزّل، في شتى المجالات التشكيلية والمسرحية والسينمائية.
هذا الأديب يسأل:
ما هي الأدوار التي قامت بها مؤسسة الثقافة في تطوير الكتابة الروائية والقصصية والمسرحية؟! ما دورها في خلق مهرجانات مميزة في مجال التشكيل والتصوير الضوئي والمسرح والسينما؟! لماذا نجحت كل المؤسسات الأخرى في خلق حراك حقيقي في كل مفاصل الإبداع والثقافة، ولم تنجح هي فيه؟! أين الخلل بالضبط، ولماذا لا يتم القضاء عليه؟! لماذا لا يتم بناء صورة جديدة للثقافة، داخل مؤسسة الثقافة؟!