فهد بن جليد
من حق أي وسيلة إعلام تقليدية البحث عن السَّبق الصحفي، ومنافسة الجيل الجديد من منصات البث والنشر والتبادل المعلوماتي الحديثة، ولكن يجب أن لا تنجر هذه المؤسسات الصحفية إلى منزلق نشر الشائعات، والتنبؤات، وأحياناً الأمنيات، على طريقة (طرف علم) وأخواتها التي هي بضاعة وسائل التواصل الجديدة، لأنّ خطأ هذه المؤسسات التقليدية وزلّتها مازالت غير مغفورة عند المسؤول ولا عند الرأي العام، كونها ترتبط (بميثاق شرف) إعلامي، وتقاليد وأعراف مهنية، منحتها (المصداقية) التي هي حجر الزاوية في العملية الإعلامية، بعكس خطأ وسائل التواصل الاجتماعي أو الصحف الإلكترونية، كون (الخطأ وتصويبه) جزءاً لا يتجزأ من فكرتها وعملها!.
أمر صحي أن يكون هناك خطأ يثبت لنا مدى التأثير الذي مازالت المؤسسات الإعلامية التقليدية تحتفظ به في عصر التقنية حتى لو تم نشر (المحتوى الخاطئ) عبر حسابات إلكترونية تتبع هذه الصحف أو الوسائل، وأن تتوعد وزارة الثقافة والإعلام (بمحاسبة) ناشري (الإشاعات)، وأن تعتذر الصحف في اليوم التالي عن التغريدات والأخبار الاستباقية (غير المقصودة)، وتقدم كل صحيفة (كبش فداء) هو الموظف المسؤول عن الحساب الرسمي للجريدة أو المؤسسة على الشبكة العنكبوتية، في نهاية المطاف هذا الخطأ جعلنا أمام حقيقة مُتجددة أو استفتاء مجاني عن تأثير وسائل الإعلام التقليدية السعودية في المجتمع، وأهمية المحتوى الذي تقدمه؟!.
كل يوم هناك عشرات الأخبار المغلوطة والخاطئة، والإشاعات التي يتم بثها عبر وسائل ووسائط تواصل إعلامي جديدة، ولا أحد يُعير الأمر أي اهتمام، باعتبار ما يقدم عبر هذه المنصات (عملية تواصلية) غير مكتملة، وليس عملية (إعلام ناضجة) تعتمد على المصداقية، رغم محاولات المطاردة التي تطلقها أصوات تخرج من هنا وهناك رافعة شعار (الملاحقة القانونية)؟!.
تحول الإشاعة من المشافهة والمراسلة عبر (الواتس اب)، أو تغريدات مجاهيل تويتر والباحثين عن الشهرة والفلورز، إلى (التحرير الاحترافي المُندفع) بتوقيع مؤسسات إعلامية وصحفية أمر في غاية الخطورة، ويدل على عدم فهم بعض العاملين لطبيعة المرحلة والدور الذي مازالت تلعبه المؤسسات الصحافية في المجتمع السعودي، فعندما تقدم هذه المؤسسات منصات نشر إلكترونية جديدة فهذا لا يلغي مسؤوليتها وقيمتها ومصداقيتها وموثوقيتها في النشر ..إلخ !.
الفرق مازال كبيراً وواضحاً بين إعلام الأفراد وآرائهم، وبين تغريدات تعتمد على مصادر ومرجعيات صحافية لها مصداقيتها؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.