«الجزيرة» - المحليات:
رعى معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل حفل افتتاح ندوة مناهج البحث في بلاغة القرآن الكريم, الذي تنظمه الجامعة ممثلة في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي بكلية اللغة العربية، وذلك في قاعة معالي الشيخ عبدالعزيز التويجري, بحضور معالي رئيس جامعة الأزهر الأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد, والضيوف المشاركين في الندوة ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات، وعدد كبير من الطلاب والطالبات.
وبيَّن معالي الدكتور أبا الخيل أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - ممثلة بكلية اللغة العربية - والمعاهد والمراكز المتخصصة في هذه اللغة العربية العظيمة الشريفة تحاول بكل ما تستطيع، وعبر جهود متنوعة ومختلفة، أن تبرز قيمة هذه اللغة، وأن تبيّن كل ما له علاقة بها؛ وهو ما دعا لإقامة هذه الندوة المتخصصة في مناهج البحث في بلاغة القرآن الكريم.
وأضاف معالي مدير الجامعة: الندوة تأتي لتكريس جهود المتخصصين والقائمين بها وعليها. متمنيًا من المشاركين في الندوة أن يستجلبوا الوسائل التقنية الحديثة والمناهج المعاصرة لتقريبها إلى النفوس، ولإيجادها بين أبناء المجتمع على مختلف التخصصات وتنوع المستويات؛ حتى يجد الجميع من خلال ذلك الإقبال على تعلمها والاستفادة من كل ما جاءت به، مما يحمل رسالة الإسلام، بل إنه الطريق الحقيقي والأمثل لوصول هذا الدين إلى قلوب أبناء البشرية جميعًا. وإنني عند التأمل والبحث والدراسة وجدت أن مما جاء في بلاغة القرآن وإعجازه هو التحذير من الانحراف الفكري والعقدي والسلوكي بأشكال هذه الجوانب وأنماطها كافة.. فاذهبوا إلى آياته تجدوا ذلك واضحًا، وتأملوا في نصوصه تستخرجوا ذلك جليًّا؛ لتبينوا من خلاله الطريق الوسطي المعتدل الذي يتميز بالسماحة واليسر على حد قول الله عز وجل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا...} . وكما قال صلى الله عليه وسلم: «لم أبعث معنتًا ولا متعنتًا وإنما بعثت بالحنيفية السمحة»، ومن خلال النصوص التي وردت في التحذير من الخروج على ولي الأمر وعلى جماعة المسلمين؛ فهي واضحة، وشواهد دامغة، وبراهين ساطعة.. ولو استثمرت هذه الأقسام وهذه الجهود في هذا الاتجاه لرأينا كثيرًا ممن لبس عليهم ودلس يسيرون على الطريق الصحيح، ويعرفون الحق من الباطل، والخطأ من الصواب، والانحراف من الطريق السليم الذي يجب أن يكونوا عليه.
من جانبه، قال رئيس جامعة الأزهر الأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد في كلمته التي ألقاها نيابة عن المشاركين في الندوة: الجميع بحاجة ماسة إلى مثل هذه الندوات، وخصوصًا في هذا الوقت الذي ظهر فيه من أبناء جلدتنا من يهدد قداسة النص المعجز.
وأبان وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالعزيز العسكر في كملة اللجنة المنظمة أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في هذه الندوة تجسّد عنايتها بالبحث العلمي، وخصوصًا البحث العلمي المتخصص في مجالات تعد ضمن مجالات الأقسام العلمية, وهو توجُّه تسعى إليه الجامعة جاهدة، ويدفع بالاتجاه نفسه معالي مديرها.
وأضاف: الجامعة تفخر بعنايتها بأصل قيامها، وهو العلوم الشرعية والعربية، وبارتباطها ببيئتها، وسعيها الحثيث إلى أن تواكب برامجها العلمية والبحثية حاجات المجتمع الإسلامي.
فيما بيّن عميد كلية اللغة العربية بالجامعة الدكتور محمد بن عبدالعزيز الفيصل في كلمة اللجنة العلمية أن الندوة تتناول عددًا من المحاور، منها الأصول والضوابط لمناهج البحث في بلاغة القرآن الكريم, ومناهج البحث في مجالات البلاغة القرآنية، ومناهج التراث في دراسة بلاغة القرآن الكريم, والاتجاهات اللغوية والنقدية الحديثة في دراسة بلاغة القرآن الكريم، وسبل الإفادة منها, والمصطلح في دراسة بلاغة القرآن الكريم.
وأوضح رئيس الندوة ورئيس قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور يوسف بن عبدالله العليوي أن من أهداف الندوة الإسهام في صياغة مناهج علمية للبحث في بلاغة القرآن.
وكانت الندوة قد انطلقت صباح أمس بإقامة جلستين علميتين، تم خلالهما استعراض عدد من أوراق العمل والبحوث.