لبنى الخميس
لطالما كنت مغرمة بسير القادة والمؤثرين في التاريخ.. قائمة نجاحاتهم.. سلسلة إنجازاتهم.. لكن مع مرور الوقت بدأت تجذبني الأسرار خلف شخصياتهم.. من البيئة التي نشأوا فيها، إلى المعلمين الذين رعوا موهبتهم.. وصولاً إلى عمق قيمهم وقناعاتهم في الحياة.. وانتهاءً بلغة جسدهم أسلوب خطابتهم وطريقتهم في التعبير.
ولو جمعنا معظم هؤلاء القادة سنجد بأنهم يشتركون بخصال وصفات مشتركة، بعضها تظهر في سن الطفولة وبعضها تبرز مع الاحتكاك بالناس والخبرة، أهمها امتلاكهم لسحر «الكاريزما» وهي كلمة إغريقية تعني «موهبة ربانية أو منحة إلهية».. في هذا المقال سأتناول 5 أسرار يتمتع بها الأشخاص الكارزميون.
1 - مهما حدث.. سأكون بخير!
هذي هي نقطة الانطلاق لصناعة شخصية تتمتع بالكاريزما وسحر القيادة.. فكثير من الناس يعيش في دائرة وهم مفرغة ومزعجة من «ماذا لو»؟. ماذا لو قدمت فكرة لمديري ورفضها؟ ماذا لو ألقيت نكتة في مجلس واستتثقلوها؟.. ماذا لو وقفت أمام الجمهور وألقيت خطبة وفشلت في جذب المستمعين؟.. كل هذه المخاوف والهواجس تمنعك من التقدم في الحياة والتعبير عن عمق شخصيتك قناعاتك وآرائك.. التي هي في نهاية المطاف أنت!. القادة والمؤثرين لا يتوقفون كثيراً كلمة (لا) لأنهم يدركون بأن شخصياتهم وأكبر من حدث عابر وثقتهم بأنفسهم وأهدافهم أقوى من أن يدمرها موقف أو رأي شخص آخر.
2 - اعتقاداتك عن نفسك أهم من اعتقادات الآخرين عنك
اسأل نفسك كم مرة غيرت صفة أو عادة لديك لكي يتقبلك محيطك؟.. كم مرة تنازلت عن جزء أصيل من شغفك من أجل أن ترضي مدير أو تكسب صديق؟.. الكاريزما طاقة حرة وعملة غير قابلة للصرف لا تقبل أنها تنصاع إلى آراء الآخرين، لذلك القادة والمؤثرين عبر التاريخ حوربوا بقسوة وكثير من الفنانين رفضتهم مجتمعاتهم.. هل غيروا أنفسهم ورسالتهم؟.. أبداً.. تأكد بأنه كلما استثمرت وقتك أكثر في ما يقال عنك خسرت وقتاً في ما تريد أن تقوله لنفسك.
3 - كن صادقاً
الصدق مع النفس ومع الآخرين عامل أساسي جداً لبناء شخصية كاريزمية.. قدرتك على الوقوف أمام شخص بلغة جسد واثقة والنظر في عينه لمشاركته مشاعرك الصادقة وقناعاتك العميقة بدون كذب أو تزييف أو حتى خوف من ردة فعله وتقييمه خصلة نادرة جداً لكنها مهمة وجذابة.. لكن كيف نبنيها؟ الصدق عادة مثلما أن الكذب عادة تبدأ بكذبات صغيرة ومريحة ثم تتحول إلى طبع سيء في الإنسان.. لا تستهن بأمانة القول في أصغر وأتفه الأمور مثل لماذا تأخرت اليوم أو تغيبت عن الاجتماع؟.. لأنك مع الوقت سوف تتبنى شخصية صادقة وشجاعة لا تخاف من أن تعبر عن نفسها.. وهذه من أسرار الكاريزما.
4 - ما هي رسالتك في الحياة..؟
كل القادة والمؤثرين عبر التاريخ كانوا أصحاب مشروع وقضية.. ابتداءً من رؤساء الدول إلى الشعراء والفنانين إلى لاعبي كرة القدم.. اسأل من يتمتع بالكاريزما من أنت؟.. غالباً لن يجيبك باسمه وعمره ومسماه الوظيفي، بل ستظهر عليه علامات الشغف بمشروعه وحلمه. يقول د. صلاح الراشد «أغلب الناس غير سعداء.. لأن أغلب الناس غير مركزين»؛ لذلك امتلاكك لرسالة وهدف سامٍ بحياتك حتى لو كان تحسين حياة شخص واحد.. يعد عملة نادرة وطاقة جاذبة للشخصيات الكاريزمية.
5 - احتفِ بتفاصيلك الصغيرة
مهم أن تدرك بأن مجيئك إلى هذا العالم بشكل وطباع وشخصية معينة ليس صدفة أو خطأ جيني أو فائض بالإنتاج، لذلك اعتز بما يميزك عن العالم ويجعلك تقف متفرداً بين الجموع. أذكر حينما كنت في المرحلة المتوسطة وبسبب انكبابي على قراءة الكتب بشكل مستمر كنت أتحدث بلغة عربية فصيحة مختلفة عن قريناتي، ما جعلني أشعر بالحرج والضيق أحياناً، لكن مع مرور الوقت وتراكم الخبرة بدأت أعتز وأمتن لذلك كوني تميزت بين بنات فصلي الصغير ومدرستي الكبيرة، ليس ذلك فحسب، بل ثراء لغتني ساعدتني للوصول إلى أغلى أهدافي وهي الكتابة الصحفية في جريدة الجزيرة. الخلاصة: ما قد تعيش عمراً تخبئه عن أعين الناس، وتضمه لقائمة الغريب واللامألوف، قد يكون أروع خصالك وأثرى مزاياك.