نحمد الله على قضائه وقدره، وكل ما يكتب لنا في هذه الحياة، وكل يوم نفقد غزيزاً وغالياً، وهكذا هي الحياة الفانية والانتقال إلى الدار الآخرة {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. ولقد فجع قلوب المحبين أحد الرجال الذين حزن الكثير لفراقه من أهالي الرس، فقيدنا الغالي محمد بن صالح البطي الذي ودع الدنيا بعد مرض ألَمَّ به في السنوات الأخيرة، وصبر واحتسب، ونحن نعزي أنفسنا كمحبين له من زملائه وأصدقائه، وأخص بالعزاء أسرته زوجته وأبناءه وبناته وعائلة البطي وجميع الذين تأثروا لفراقه، إذ كان يوماً حزيناً ومؤثراً لأن المصاب جلل بفقده، والذي تميز بصفات عديدة وخاصة صلته مع القربى وحبه للاجتماع مع الأقارب والأصدقاء وتواصله معهم رغم ما أصابه من المرض وشدته في السنة الأخيرة. فقيدنا أبو نايف من الرجال الذين لا تمل مجلسه وطرافة حديثه وخفة دمه ودماثة خلقه وتواصله مع الأصدقاء والجيران والأقارب وابتسامته التي لا تفارقه، وقد عشنا معه ومنذ ثلاثين عاماً في كثير من الرحلات البرية، وبعد أن أصابه المرض ومن حب الناس له خصص أياماً لوقت الزيارة في منزله، وغالباً ما يكون مجلسه مكتظاً بالزوار رغم مراجعاته لمدينة الرياض للعلاج من حين لآخر. ومن خلال حياة الفقيد والتي عاش فيها مع والديه - رحمهما الله - حيث لازمهما أثناء مرضهما وقام بخدمتهما حتى وفاتهما. وفقيدنا أبو نايف خدم الوطن وعمل في عدد من القطاعات الحكومية بداية من بريد الرس ثم هيئة الرياضة ثم انتقل إلى مكتب المالية. لقد أصيب بالمرض في آخر حياته وطلب التقاعد وظل في منزله صابراً مع المرض ومع ذلك كان يحرص لحضور الدورية مع الزملاء والأصدقاء رغم أنه يحضر في كرسيه المتنقل. لقد شهدت جنازته - رحمه الله - جمع كبير للصلاة عليه في جامع الشايع وتشييعه في مقبرة الرس، والكل يدعو له بالمغفرة والرحمة. في الختام عزاؤنا لأسرة الفقيد وأبنائه الأوفياء وعائلة البطي كافة. نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
منصور محمد الحمود - الرس