بيروت - منير الحافي:
السبت والأحد الماضيان انعقد المؤتمر العام الثاني لتيار المستقبل في العاصمة اللبنانية بيروت، بعد ست سنوات من مؤتمره الأول في العام 2010. وناقش المؤتمرون وعددهم 2400 بحضور رئيس التيار سعد الحريري، و400 عضو مراقب من أصدقاء التيار، التقرير السياسي والتقرير الاقتصادي والتقرير التنظيمي للحزب. كما انتخبوا مكتباً سياسياً من عشرين شخصاً وعين رئيس التيار 12 إضافيين بحسب النظام الداخلي.
كذلك تم انتخاب أمين سر هيئة الرقابة والإشراف.. وأعاد المؤتمر انتخاب (رئيس الحكومة المكلف) سعد الحريري رئيساً للتيار، وانتخب المكتب السياسي أحمد الحريري أميناً عاماً.. وتميز المؤتمر بحضور طاغ للعنصر الشبابي. وهذا ما تجلى في المناقشات وفي انتخاب المكتب السياسي الجديد.
صحيفة «الجزيرة» كانت من أوائل الصحف العربية التي تحدث إليها الأمين العام بعد المؤتمر.. وهو شدد على فكرة الاعتدال التي يمثلها تيار المستقبل في لبنان. وفي الموضوع العربي قال الحريري إن المملكة العربية السعودية «خير سند للبنان في كل الأزمان».. وشدد على أنها خير من يدافع عن كرامة الأمة جمعاء، من خلال محاربة التطرف، والتصدي للمشروع الإيراني الذي يمعن تخريباً في منطقتنا العربية.. وفيما يلي نص اللقاء.
* سعادة الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، بداية نهنئكم بإعادة انتخابكم أميناً عاماً.. كيف تقيمون شخصياً المؤتمر العام الثاني للتيار في الشكل والمضمون بعد ست سنوات من انعقاد أول مؤتمر له في العام 2010؟.
- المؤتمر العام الثاني كان نقلة نوعية في تجربة «تيار المستقبل» السياسية والتنظيمية، الذي قدم للجميع نموذجاً من الممارسة الديموقراطية يُحتذى به في لبنان وكل المنطقة، وثبات في الرؤية نحو المستقبل، بالاستناد إلى الإرث الوطني والعربي الكبير للرئيس الشهيد رفيق الحريري، لجهة تجديد العهد بالانتماء للوطن وحده، والولاء لمرجعية الدولة وحدها، والإلتزام الصادق بالعمل على تأمين شروط الحياة الكريمة لكل لبناني، والتمسك بالاعتدال وبعروبة لبنان.
* ما هي التغييرات الأساسية التي قرأها أحمد الحريري سواء في المكتب السياسي الجديد أو في المؤتمر نفسه؟
- أهم التغييرات التي نعتز بها، بالإضافة إلى ما ذكرتُه سابقاً، أن «تيار المستقبل» أثبت أنه يملك دينامية داخلية، يتميز بها عن غيره من الأحزاب، لجهة الاعتراف بالأخطاء، والعمل على معالجتها، والشفافية في مصارحة جمهوره بها، بالإضافة إلى تكريس العمل الديموقراطي كناظم للحياة الحزبية داخل «تيار المستقبل».
* ما هي التحديات التي تواجه «تيار المستقبل» باعتبار أنه حزب لبناني يصنف نفسه على أنه «عابر للطوائف والمذاهب والمناطق» في زمن يشتد فيه التعصب في المنطقة العربية والعالم، علماً أن معظم المنتمين إليه هم من المسلمين السنة؟
- الجميع شاهد بأم العين، خلال المؤتمر العام الثاني، كيف أن «تيار المستقبل» هو تيار عابر للطوائف والمذاهب والمناطق، بالفعل لا بالقول، من خلال المشاركة الجامعة في فعاليته، ونتائج انتخابات المكتب السياسي الذي جاءت لتعكس هوية الاعتدال التي تميز «تيار المستقبل» والتنوع الطائفي والمذهبي داخله.. والتيار مستمر في موقعه على رأس جبهة الاعتدال اللبناني في مواجهة مشروعات التطرف التي قد تطل برأسها في لبنان.
* في العلاقات العربية، معروفة علاقات تيار المستقبل الممتازة مع المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين.. كيف سيعمل التيار على التعامل مع التحديات المشتركة مع المملكة خصوصاً في محاربة التطرف ونشر سماحة الإسلام.. وهل من أفكار معينة تقترحونها في هذا المجال؟
- نحن مع المملكة العربية السعودية في كل ما تقوم به على هذا الصعيد، وحريصون على أفضل العلاقات معها، لأنها خير سند للبنان في كل الأزمان، ولأننا نرى فيها خير قيادة للأمة العربية والإسلامية، وخير من يدافع عن كرامة الأمة جمعاء، من خلال محاربة التطرف، والتصدي للمشروع الإيراني الذي يمعن تخريباً في منطقتنا العربية.
المملكة العربية السعودية أعادت للعرب الفخر والعزة والأمل، وهي اليوم لم تعد قبلة العرب والمسلمين وحسب، بل قبلة العالم، بما تشكله من رقم صعب في كل المعادلات الإقليمية والدولية.