د.عبدالعزيز العمر
صدرت حديثا نتائج المسابقة العلمية الدولية- تمز (Timss 2015)، وهي مسابقة تنعقد كل أربعة أعوام، وتعنى بقياس ونشر مستويات أداء طلاب التعليم العام في عدد من دول العالم المتقدم والنامي في مجالي العلوم والرياضيات. ولقد أتت النتائج الأخيرة لهذه الدراسة (المسابقة) مؤلمة لنا كسعوديين، رغم أنها لم تأت مفاجئة لنا (وإن كانت صادمة)، فقد كنا نحن التربويين نتابع نتائجنا المتردية في هذه المسابقة منذ سنوات، وفي كل مرة تصدر نتائج هذه المسابقة كان التربويون في بلادي (وكل الغيارى على الوطن) يطلقون النداءات محذرين من انحدار تعليمنا، خصوصا وأن العلوم والرياضيات تشكلان اليوم عصب نظم التعليم المعاصر، بل وعصب الحضارة المعاصرة. ولكي تدرك أهمية نتائج هذه المسابقة الدولية العلمية يكفي أن تعرف أمرين:
أولاً: إن العلوم والرياضيات تشكلان اليوم حجر زاوية في أي مشروع تعليمي أو أي مشروع تقني، وثانياً: أن من يسجل أفضل النتائج على هذه المسابقة الدولية هم المارد الكوري والمارد السنغافوري والياباني. حول موضوع هذه المسابقة أذكر إني كتبت لمعالي وزير التربية والتعليم آنذاك الدكتور عبدالله العبيد خطاب استغاثة طالبا منه التدخل، إلا أن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث حتى الآن رغم توالي انحدار نتائج طلابنا على هذه المسابقة. دعوني أقولها وبصوت عال أنه لا سبيل أمام بلدنا لتحقيق أي تقدم تنموي حضاري طالما بقي طلابنا عند المستويات العلمية الهزيلة في العلوم والرياضيات، اللهم إني قد بلغت.