ناصر الصِرامي
لم تعد التطبيقات مخصصة للخدمات الضرورية، ولم يعد من الضرورة أن تجد شركات ضخمة تقف خلفها، هناك تطبيقات أشغلت العالم وخلفها عدد محدد من الأشخاص الطموحين أو ربما شخص واحد فقط.. يقوم بإنشائه ووضعه على متجر آبل، أو قوقل، حتى هذين المتجرين الأشهر، يواجهان تحديات في انخفاض الدخل، مع انتشار وتوسع التطبيقات المجانية، بشكل تكاد تتفوق فيه على المدفوع منها.
التطبيق ينطلق عادة كمشروع يسعى لمكاسب مادية معينة، بطرق مختلفة معلوماتية وتسويقية. الملفت أن هناك منها ما يعد مفيداً جداً، والبعض الآخر يجعلك تسأل ما الهدف منه أصلاً؟!، وأخرى لا تملك إلا «الابتسامة: وأنت تفرك رأسك أو دقنك.. في محاولة للفهم مع بعض القرف.
ومن آخر ما وجدت تطبيق باسم «سيف كيدز»، والهدف منه معالجة مسألة نسيان الأطفال في السيارة (...)!، وهو يتابع تحركات المستخدم أثناء تنقله في المركبة ويرسل إنذارًا في حال وجود عائق يشكل خطرًا على حياته وحياة الأطفال، وهو يتابع سرعة المركبة في حال تجاوز السرعة القانونية.. (أخشى أن يحرر لك مخالفة أيضاً بالنيابة عن المرور).
ولا ننسى أوبر الذي وصل للعالم اليوم وأضاف توصيل طلبات الأكل، والتوك توك، وحتى طلب الدراجات البخارية والعادية بحسب وضع البلد التي حل فيها، ومن غرابته وخصوصيته لدينا، أنه يسمح للمرأة بالتواجد في سيارة مغلقة مع رجل طلبته عبر التطبيق، لكن لا يسمح لها بالقيادة لوحده دون خلوة -مثلاً-..؟!
لكن هذين التطبيقين مقبولين، أمام تطبيقات تتنافس في الغرابة والدهشة.
مثل تطبيق غوست رايدار والذي يقول إنه يساعدك على رصد «الأشباح»، ويقوم بإبلاغك بوجود شبح ما بجوارك عندما يعثر عليه. وحقق نجاحاً بين مستخدميه، الذين أصبحوا يشاركون قصصهم المرعبة والغريبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن.. كيف تناقشهم، تتعرف عليهم، وتتواصل معهم، وتعرف لماذا اختاروك انت بالتحديد..؟!..
لا تهتم يا مولانا.. هناك تطبيق «سبيرت ستوري بوكس»، يتحدث لغتهم، ويترجم لك ما تقوله الأشباح!.
من الواضح أن مجانين العالم ومهابيله لا يستهان بهم مهما اختلفت الخلفيات الثقافية والاجتماعية..!.
عموماً، إذا مللت من الأشباح فبإمكانك تحميل تطبيق يو، وهذا «اليو» لديه مهمة واحدة، ترديد كلمة يو ليس إلا..!
يا حبيبي.. حتى التحيات والسلام والصباحات والأمسيات والدعاء والأمنيات أصبح لها تطبيقات ولن تحتاج منك إلى أي مجهود سوى لمس الشاشة... لتستمتع بالخمول.
وإذا أصابك عسر هضم، أو تلبك معوي من كثرة التطبيقات وعجائبها، ستجد من ينصحك بتطبيق اسمه «باول موفر»، يقوم برصد حركة أمعائك، ويسجل الأوقات التي قضيت فيها حاجتك، ويقدم تقريراً دقيقاً بمدى التزامك بالمواعيد الخاصة بقضاء الحاجة، وحتى هذه المعلومات يمكنك مشاركتها مع الأصدقاء.
وإذا أعجبك ذلك الشيء أعلاه، فلديك خيار إضافي مع تطبيق «بلايسز»، والذي يحدد لك الأماكن التي قضيت فيها حاجتك في أي بقعة.. ومن ثم الاحتفاظ بخريطة تفصيلية للأماكن التي قضيت فيها حاجتك في هذا العالم.
ولأن الغرابة لا حدود لها، ياتيك «بيبمبل بوبر»، الذي يتيح فرصة إزالة البثور، وليس بطريقة جميلة كما يخيل لك، بل من خلال العبث بها وإخراج القيح منها.. وحقق حضوراً بأكثر من 15 مليون مستخدم.
لكن دعك من ذلك كله، لن تحتاج لتطبيق آخر قدر «أي ناب أت وورك»، فهو يسهل عليك النوم خلال وجودك في العمل، وسيقوم إصدار أصوات بالنيابة عنك. ويمكن أيضاً برمجته لإصدار بعض الأصوات البشرية من كحة وعطسة وغيرها مما قد تتخيل.
وفي عالم الأصوات هناك المزيد الذي يقدمه تطبيق «أنوينغ ساوندز»، والذي يتضمن 60 صوتاً مختلفاً لإزعاج الأصدقاء، وأي صوت من شأنه أن يحقق هدف إزعاج الآخرين فقط.
اختم بتطبيق «ميلن ميتر» اللذيذ، وانصحك أن تحتفظ به حتى نهاية هذا الشتاء، فهو سيحل كل مشاكلك مع «البطيخ»، واختيار البطيخة المناسبة!، فقط قرب جوالك من البطيخة، ثم اضرب بيدك عليها، وسيتولى اتخاذ القرار باختيارها أو البحث عن بطيخة أخرى.
إلى اللقاء،،،