د. عبد الله المعيلي
حمدا لله وشكرا على نعمة الإسلام، وحمدا لله وشكرا أن منّ علينا بالانتماء إلى هذه البلاد الآمنة المطمئنة، السخاء الرخاء، والعيش على ثراها الطاهر، المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين التي يتمنى كل مسلم ويتطلع إلى العيش فيها، حرسها الله وحفظها وقادتها وشعبها من كل سوء ومكروه، بلاد بدّل الله خوفها أمنا، وشظف عيشها رغدا، وفرقتها ووحدة وتأخ وتآلف وتعايش، وجهلها علما.
من يقارن ما كانت عليه هذه البلاد قبل توحيدها على يد الموحد الملك عبدالعزيز جزاه عن كل أبناء الجزيرة المثوبة والمغفرة والرضوان، يدرك مدى النقلة النوعية التي حققت -ولله الحمد- الكثير من الفضل والخير في كل شبر من أرض المملكة الطاهرة، في مجالات الحياة الاجتماعية كافة، فعمت مؤسسات التعليم من مدارس ومعاهد كل مدنها وقراها، والجامعات كل مناطقها ومحافظاتها، فأضاء العلم عقول أبنائها، فإذا فيهم العلماء والأطباء وأساتذة الجامعات والمهندسين، المبتكرين والمبدعين فيشتى مجالات العلم وفروعه.
وعلى الرغم من هذا السبق وهذه الإنجازات، ما زالت التطلعات أكبر، والهمم أعلى، والآمال أشمل، في تحقيق المزيد والمزيد من النجاحات في شتى مجالات الحياة -الكمال لله سبحانه- ومما يطمئن النفوس أن قادة المملكة وولاة أمرها يعلنون في كل مناسبة أن تحقيق رفاهية المواطن السعودي وإسعاده غاية جلى، ومما يجسد هذا، تلك الرؤية الموفقة التي أبدع في صناعتها وبلورتها سمو ولي ولي العهد، الأمير الطموح محمد بن سلمان وفقه الله وسدد خططه ومساعيه وحقق رؤيته 2030 في مجالاتها كافة.
إن مما يكدر النفس ويؤلمها، أن يصيب رؤية البعض حول في البصر والبصيرة، فعمى البصر جعله لا يرى ما تحقق من إنجازات -رغم ما تحتاج إليه أوجه الحياة من إنجازات كمية ونوعية-، لكن يجب النظر بعين الرضا إلى ما تحقق وأخص نعمة التوحيد الخالص لله لا هذاءات ولا خرافات، والأمن ببعديه المادي والمعنوي، والأمن الغذائي وفرص العمل، وعمى البصيرة جعل البعض يشط في التفكير، فلا يقيم ما تحقق تقييما موضوعيا منصفا، مما يدفعه إلى إجراء مقارنات لا يملك من أدواتها العلمية شيئا، مقارنات غير منصفة بين المملكة وبعض الدول التي لا وجه للمقارنة معها لا جفرافيا ولا ديموغرافيا، فيزل لسانه بكلام يكشف عن رأي مضطرب حيث يقصر المقارنة على أمور تنسجم مع تطلعاته الطفولية، وأحلام مراهقته المتأخرة التي تلهث وراء شهوات وشبهات لا تقرها ثوابت المملكة الشرعية، ولا قيمها العربية الأصيلة، ولا يقبلها المجتمع ولا يؤيدها، بل يمقتها ويعدها مما يتنافى مع كرامة الإنسان ومرؤته وفطرته الطاهرة التي ارتضاها له وسهل سبل الخيارات المحققة لها.
يقول أحد الشباب العقلاء الذي يثمن ما تحقق في بلادنا الغالية بعد زيارته لإحدى الدول العربية مدة خمسة أيام فقط، يقول: (يا ليت من يأخذ هالشباب الطائش «الفسقان» إلى هذه الدولة لمدة يوم واحد فقط ليرى بأم عينيه كيف يعيش الناس في هذه الدولة؟، ضيق وبؤس وتذمر) كي يدركوا الفرق الواسع الشاسع الذي لا وجه للمقارنة فيه بين ما ينعمون به في بلادنا العزيزة الغالية المملكة العربية السعودية وما يعانيه أفراد المجتمع في هذه الدولة من ضيق وضنك وقلة ذات يد ويأس وإحباط.
الواقع الذي نحن فيه أجل من أن يثمنه مراهق أو طائش أو ناظر بعيون حول، وإن من يقلل مما أنجز وفق معاييره الخاصة، فذاك شأنه والسماء لا يضيرها.....، عجلة التنمية سائرة، والتطلعات كبيرة، والعقلاء يدركون أنه لا يمكن حرق المراحل مهما كانت العزائم.