د. عبدالواحد الحميد
ماتت امرأة مُسنَّة من شدة الضرب على يد رجل كان يدَّعي أنه يستطيع علاج مرضى السكري ليس بالأدوية وإنما بـ»الصفع»!
هذه القصة المحزنة لم تحدث عندنا، أو في بلد من دول العالم الثالث، وإنما حدثت في بريطانيا التي أهدت العالم الكثير من الاكتشافات والاختراعات في ميدان الطب والعقاقير والأدوية. كما أن السيدة الضحية لم تكن فلاحة أمية من إحدى البلدان الآسيوية أو الإفريقية وإنما امرأة متعلمة تعرف الكثير عن مرضها الذي عانت منه طويلاً على امتداد سنوات حياتها، وهو مرض لا علاج يقضي عليه وإنما توجد عقاقير يتعاطاها المريض لكي يتعايش مع المرض ويتفادى آثاره.
هي تعرف كل ذلك، ومع ذلك انطلت عليها حيلة معالج صيني دجَّال ادعى أن مرض السكري يمكن علاجه عن طريق صفع المريض وضربه بشكل مؤلم وتجويعه بالصيام الطويل، وكان يتقاضى مبلغاً كبيراً مقابل كل جلسة من «جلسات التعذيب» التي يعقدها مع ضحاياه اليائسين من الطب الحديث!
هذه القصة الغريبة التي نشرتها الصحف نستطيع أن نفهم من خلالها ما يحدث عندنا من ممارسات يقوم بها دجالون مع أشخاص مصابين بأمراض نفسية أو عضوية. فالمعالج الدجال يستغل الضعف البشري لدى الإنسان المريض ويوحي له بقدرته على معالجته وذلك عن طريق ترويج القصص الكاذبة والإشاعات والمبالغات التي سرعان ما يتناقلها الناس ويصدقونها فيصبح هذا الدجال شخصاً خارقاً يتزاحم المرضى على أبوابه ويدفعون له كل ما يطلبه من المال.
ولأن قصص المعالجين الدجالين متكررة وكثيرة وتحدث عندنا وعند غيرنا فإن فضحها والتحذير منها بشكل مستمر ضروري وذلك لشدة خطرها على المرضى، وهذا واجبٌ يقع على عاتق وسائل الإعلام وعلى الأجهزة الصحية.
أكتب ذلك من وحي هذه الحادثة التي وقعت في بريطانيا، وهي مَنْ هِيَ في ميدان الطب والعلوم، ما يعني أن علينا مضاعفة الجهود في التوعية من ألاعيب المعالجين الدجالين في مجتمعنا الذي لم يصل الوعي فيه إلى ما وصل في بريطانيا.