د.عبدالعزيز الجار الله
تتجه الأنظار إلى شمال الشرقية: من الجبيل جنوبًا حتى منطقة الحدود مع الكويت والعراق من الشمال، ومن الشرق المياه الإقليمية والاقتصادية والدولية للخليج العربي، أما من الغرب فهناك حدود إدارية مع مناطق: الرياض والقصيم وحائل والحدود الشمالية. هذه المنطقة هي نقطة الاستثمار القادم بعد أن كان وما يزال وسط الشرقية: الدمام، وجنوب الشرقية: الأحساء والربع الخالي المصدر الرئيس لتصدير النفط والغاز، ثم تحول النفط والغاز إلى صناعة توجت بالمدينتين الصناعيتين هما الجبيل وينبع قبل (40) سنة، واليوم نشهد المرحلة الثالثة، مرحلة الصناعات التعدينية التي أعلن عنها ودشن بعض مشروعاتها الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله يوم - الثلاثاء الماضي بافتتاح ووضع حجر الأساس لمشروعات مدينة رأس الخير شمال الجبيل بحوالي (100) كم، حيث تمثل أكبر تجمع للصناعات التعدينية.
إذن أصبح شمال الشرقية بمدنه: الصناعية والنفطية والتعدينية ومصادر الطاقة الكهربائية وتحلية المياه والموانئ البحرية في الجبيل ورأس الخير والسفانية ورأس مشعاب والخفجي هو الاستثمار المستقبلي، وهو أحد جوانب وأذرع الرؤية السعودية 2030 التي تتطلع وتراهن عليها بلادنا في تنويع مصادر الدخل والانتقال إلى اقتصاد ما بعد النفط.
تدشين المشروعات النوعية التي أعلن عنها الملك سلمان - حفظه الله - في زيارته نوفمبر 2016م إلى الشرقية، مشروعات: الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة أرامكو وشركة سابك والقطاع الخاص، والتي بلغ عددها (242) مشروعًا، وكلفتها الإجمالية أكثر من (216) مليار ريال، تؤكد أن المملكة عاقدة العزم على تعدد مصادر دخلها والانتقال إلى اقتصاديات ما بعد تصدير النفط والتوجه إلى الصناعات النفطية والبتروكيماويات والصناعات التحويلية والصناعات التعدينية وصناعات المعادن الثمينة والصلبة، وجعل التعدين خيارًا إستراتيجيًا، وأيضًا جعل شمال الشرقية أو الركن الشمالي الشرقي لبلادنا هو المحور الإنتاجي للسنوات القادمة تتكامل معه مدينة وعد الشمال مدينة تعدينية تأسست عام 2012م لصناعة الفوسفات وغيرها من التعدين تقع شمال شرقي طريف بالحدود الشمالية، ومركز الفوسفات بحزم الجلاميد شرقي عرعر، وتعدين الزبيرة شرقي حائل وشمال شرق القصيم، ومنجم البعيثة لمعدن البوكسايت بالقصيم، إضافة إلى الجبيل ورأس الخير والسفانية ورأس مشعاب والخفجي، يعد هذا الركن هو مستقبل العمل الاقتصادي القادم، وهو الذي سيقود المرحلة ويحقق - بإذن الله - مع عوامل أخرى رؤية السعودية 2030 التي تتطلع لها أجيال المملكة.