بأي شوق سرت في القلب غادية
من الهوى فاستقى بالحب واغتبقا
سرى إليها فما أبقت به رمقا
إلا تفجر شوقا.. نخلها اعتنقا
مليحة داعبت عيناه طلعتها
ولامست قلبه حتى بها نطقا
فأشعل الليل صبحا في مفاتنها
واستأثر الصبح في روضاتها حرقا
تسامقت نخلها ظلاً وطيب جنى
والري في مشقريها عانق الودقا
رياضها إن همى غيث وأيقظها
تضاحكت بربيع زهره ائتلقا
من كل نابتة تختال زاهية
شميمها طاب نفحاً وازدهى ألقا
هنا تنفس أجدادي نسائمها
وفي ثراها نداهم بعد ماخلقا
فيحاء مجمعة للبر قـد نبتت
فيها المكارم واستوفت به الخلقا
تتيه بين حسان الأرض شامخة
وأهلها والندى صنوان ما افترقا
تكاد تصغي لهمس من مفاخرها
كأنما استودعته الدور والطرقا
واليوم مدت على البيداء بسطتها
عروسة ماغوى من حسنها عشقا
ألقى إليها عيون الشوق ظامئة
والقلب في وله بالحب قد خفقا
إلى التي هي بعض العمر يسكنني
وفـي القــصــيم نـما واشــتـد واتــسـقــا
عـيـنـان يـشـرق قـلبي فـيـهـما ولــها
هــــواهــــما مـسـتـبـد أيـنــما انـــطلــقـا
وفـي الـريـــاض مــشى صـب تُــدلَّلُهُ
فــيـــها السنين بـعـشـق داخــل الرمـــقا
ألــقـى إليــهـا حــديـثاً بعـدما سمعت
بـمـثـــلـه مـلــهـــماتٍ ســحـرهــن رقــى
فـيـحـاء طـــاب حـــديث عنك نكهته
كالـمـسك والنـفـل الغـض استوى عـبـقا
لــديـك مـن عــبـق الـماضي أصالته
ومـن رؤى حــــاضـر بـنـيـانـه سـمـــقـا
شــبابـك استلهموا مـاضي مدينتهم
فــاســتأثــروه بـعـزم للــصــفـا فـــلـــقـا
شـــادوا فــعـانـق مسـعاهم أوائلهم
وفـتـق الـفــــكـر عــلـم قــد ســما ورقى
يبنـون مجمعة يـزهـو السـدير بها
شــــعـارهـــم وطــن والمـجـد مـذ خـلـقا
فــيحـاء عـفواً فما مل الحـديث فم
ولاهــواك خــبـا أو فـي اللُّهـَي شــرقـــا
ألست فـي أعـين الأجــداد قـرتهم
وحـــاضـراً يستـقي من ذكــرهـم غـدقـا
إليك من فـيض هــذا الحب قـافية
وفـي الــوداع لك العـتـبى وطـيـب لــقـا
شعر/ أحمد بن صالح الصالح - مسافر
Ahmed_mosafer@hotmail.com