قد يستثمر الإبداع كاتبه أحياناً كثيرة ويحيله ومشاهده غير الواعية. بحيث يكون ممثلها الوحيد على خشبة مسرحها.
فهل يكتشف المبدع/ الممثل بعد أداء دوره المسرحي سبب سرعة تجاوز قلبه لوجع وجدانه مثلا إذا ما كتبه، وهل كان اكتشافه تقليديا إلى درجة أنه لا يعنيه بعد ذلك؟. ربما يبدو ذلك الأمر تقليديا إذا كان الإبداع مجرد محاولة خلاص من مخلفات ورواسب اجتماعية أو سياسية او فكرية او شخصية مثلها في ذلك مثل اليوميات المنسية في أدراج يطويها غبارها، لكن إذا تعلق الأمر بتجربة حب مثلا أو صداقة مندفعة تشتعل ثم تنطفىء دون قصد ولا يكون مأسوفاً عليها من قبل المبدع على العكس من ذلك ينكفئ طرف الشراكة أو العلاقة على أسفه ويحبط من خسارته العامة ذاتا لها قيمتها المعنوية بالنسبة إليه ليس لأنها شخصية إبداعية ولكن لأنها أثرت فيه وعاشها بكل حواسه.
ليس أكثر شبهاً من حالة الولادة الإبداعية الناتجة من مشروع العلاقة لأجل النص أو تلك الخيانة الشكلية المتضحة عند اكتمال المشروع الإبداعي، بدودة القز وحريرها.
لأنه حين يتخلق جنين الإبداع
حين تتخلق نطفة المعنى
وقود الإلهام المشتعل تلقائياً. شعلة النص .فهل وقع المبدع في تلك الحالة ،فريسة اكتشافه / فريسة نصه؟.
حين يكتبنا النص قصة أو قصيدة أو... إبداعاً لا بد لولادته / لميلاده من مخاض قبله خيانة ربما لا تكون شرعية في نظر المبدع وأخلاقياته وإنسانيته، لكنه مع ضميره وندمه يشعر أنه مأخوذ بسحر تلك الخيانة القسرية ولذتها التي تحكم سطوتها عليه ويستسلم إليها ويسلمها أمره بمتعة بالغة. ويكون هو البطل وهو الباطل في الأوان ذاته وهو النص والخيانة أيضا وهو الشاهد والمشهود عليه وهو البداية والنهاية . هو الوعي واللاوعي.
- هدى الدغفق