موضي الزهراني
بمناسبة اليوم العالمي للتطوع تقيم المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر مساء اليوم السبت 3 ديسمبر مشكورة «الملتقى التطوعي الأول» تحت شعار «نتطوع معاً، لنصنع البسمة»، وسيناقش الملتقى في جلساته الثلاث مواضيع هامة في مجال التطوع مثل «الدبلوماسية والتطوع، والإعلام الإنساني التطوعي، مع طرح تجارب تطوعية مميزة». وأتمنى أن يقدم هذا الملتقى الهام توصيات ونماذج تساهم في دفع عجلة العمل التطوعي السعودي، وأن يُعدّل النظرة الخاطئة لقيمة التطوع في مجالات مختلفة من حياتنا وخاصة الإنسانية منها! فالعمل التطوعي السعودي انطلق في بداياته من خلال اللجان الأهلية المتخصصة تحت مظلة وزارة الشئون الاجتماعية سابقاً وكان ذلك منذ نشأة عام 1380هـ، وتطور مجال العمل فيها من خلال الجمعيات الخيرية التي تأسست لائحتها منذ عام 1410هـ وما تقوم به تلك الجمعيات من برامج مختلفة وأنشطة موجهة في المجتمعات الريفية والحضرية خلال السنوات الماضية وما زالت، ما هو إلا دليل على التوجه المجتمعي إلى الاستفادة من الطاقات البشرية وتحويلها لطاقات منتجة ومساندة في مشاريع المجتمع! وبالرغم من الجهود العظيمة في مجال الجمعيات الخيرية بمختلف تخصصاتها، ووجود نادي للمهتمين بالتطوع، وجمعية سعودية للعمل التطوعي إلا أن مفهوم العمل التطوعي ما زال تعلوه الضبابية والقصور في الإقبال عليه من فئة الشباب والفتيات خاصة في أوقات الإجازات والفراغ مما يتطلب جهوداً توعوية مكثفة لتصحيح هذه النظرة خاصة عند الراغبين في العمل التطوعي لكنهم في نفس الوقت يطالبون بمقابل مادي لقاء الجهد الذي بذلوه «تطوعياً»! لأن التطوع خدمة إنسانية وطنية تهدف إلى حماية الوطن وأهله ومساعدة من يحتاج للمساعدة، لذلك لابد من تعديل النظرة لمفهوم التطوع لدى كثير من القطاعات الحكومية التي ترفض فتح هذا الباب في مجالاتها حتى وإن كانت إنسانية! فهناك بعض الدول كمثل سويسرا يُعتبر التطوع لديها إلزامياً للذين لا تنطبق عليهم شروط الخدمة العسكرية وممن هم في سن 20-60 سنة! خاصة أن التطوع له منافع كثيرة على المجتمع كمثل «تحقيق التعاون ما بين أفراد المجتمع وقطاعاته المختلفة، وتخفيف العبء على الجهات الحكومية، والأهم الحدّ من السلوك المنحرف وخاصة لدى الشباب الذين لا يوجد لديهم عمل»! مما يؤكد حاجتنا الماسة في هذا الوقت للتوعية أكثر بقيمة التطوع في حياتنا خاصة أن شريعتنا الإسلامية تحثنعلى عمل الخير بأوجهه المتعددة فهناك الكثير من الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة التي تنص على ذلك منها {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} وحديث رسولنا الكريم «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ سرور يدخله على مسلم».