البكيرية تلك المدينة الناهضة قاعدة محافظة البكيرية وسط منطقة القصيم، نشأت أوائل القرن الثالث عشر الهجري يمر بها طريق الرياض- سدير القصيم، المتجه إلى المدينة المنورة، بينها وبين مطار القصيم خمسة عشر كيلاً، إلى الجنوب عنه، ارتبط اسمها بموقعه البكيرية إحدى الوقائع الحاسمة في توحيد هذا الكيان الشامخ، وهي على بعد مائتي كيل تقريباً عن المجمعة.
قمنا رئيس وأعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية بمحافظة المجمعة برئاسة الأستاذ أحمد بن حمد اليحيى رئيس المجلس بزيارة لتلك المدينة الناهضة يوم الخميس الموافق 26-1-1438هـ، وذلك بدعوة من رجل الأعمال الأستاذ محمد بن علي الحبيب أحد أبناء البكيرية البارزين، وزميلنا في مجلس غرفة المجمعة، وكان المنسق لهذه الرحلة أمين الغرفة بالمجمعة الأستاذ عبدالله بن إبراهيم الجعوان.
كان وصولنا على الساعة الحادية عشرة صباحاً حيث استقبلنا في قصر رجل الأعمال علي بن محمد السويلم، بكل حفاوة ثم قمنا بزيارة لمحافظ البكيرية المهندس صالح بن عبدالعزيز الخليفة.
ذلك الرجل الرزين الخلوق حيث استقبلنا في مقر المحافظة بكل ترحيب، وبعد اجتماع مع رئيس الغرفة التجارية بالبكيرية الأستاذ خالد بن حمد العبدالهادي وأعضاء المجلس بمقر الغرفة نوقشت فيه بعض الأفكار والمقترحات التي تخدم المجال التجاري والصناعي وسبل التواصل والتنسيق بين الغرفتين، انطلقنا لزيارة كليات الشيخ سليمان الراجحي الأهلية بالبكيرية، حيث استقبلنا المشرف العام وعميد الكليات د. عبدالرحمن بن محمد المزروع وزملاؤه بكل ترحاب، ثم أقيم حفل تعريفي على مسرح الكليات التي تشمل كلية الطب وكلية العلوم الطبية التطبيقية، وكلية الأعمال والعمل جار على افتتاح كليات أخرى، حيث ألقى الدكتور عبدالله الصالحي نائب المشرف العام وعميد كلية الطب نبذة عن التعليم في هذه الكليات وكلية الطب خاصة ونشاطها، وعن تواصلها وشراكتها مع العديد من كليات الطب العالمية.
ثم تحدث الدكتور عبيد المطيري عميد كلية الأعمال عن هذه الكلية ومناشطها ودورها في خدمة الشباب المقبلين على عالم التجارة والأعمال.
والحقيقة أن هذه الكليات مفخرة لهذه المحافظة، ويا ليت رجال الأعمال القادرين في بلادنا يتخذون من الراجحي قدوة لهم في مثل هذه المشاريع المباركة، وبرسوم ميسرة كما فعل خدمة لوطنه وأبنائه، واستحقاقاً يتوجب عليهم تجاه وطن وقيادة هيأت لهم المناخ المناسب الذي أوصلهم بعد توفيق الله إلى ما وصلوا إليه. انتقلنا بعد ذلك إلى منزل الأستاذ محمد بن عبدالله الدخيل، رئيس المجلس البلدي بالبكيرية، الذي استضافنا على الغداء وغمرنا بكرمه ولطفه، ثم انطلقنا إلى منتزه البكيرية ومسطحاته الخضراء الجميلة، ومنه إلى مقصورة الراجحي، وهي داخل مزرعتهم القديمة حيث استقبلنا الأستاذ سليمان الراجحي، وشرح لنا عن هذه المقصورة القديمة وعن البئر التراثي المجاور حيث السواني تعمل عليه بواسطة الإبل.
ومنها انتقلنا إلى مقصورة آل سويلم حيث أعطانا المهندس علي السويلم شرحاً وافياً عنها وتاريخ إنشائها في حدود عام 1240هـ، والمقصورتان هما عبارة عن قصرين سكنيين محصنين، مبنيين على شكل مربع مخروطي الشكل يضيق إلى الأعلى، بجدر سميكة يصل عرضها في الأسفل إلى ما يزيد عن المتر والنصف مكونة من مجالس وغرف وملاحق وهذه تختلف عن المعروف لدينا في منطقة سدير؛ حيث الأسوار تحيط بالبلد والمقاصير على أطرافها فوق جبال أو مرتفعات من الأرض، وهذا يعني أن الوضع في البكيرية في الماضي كان على شكل مستوطنات منفصل بعضها عن بعض في مزارع النخيل.
انتقلنا بعد ذلك إلى مقر نادي الأمل بالبكيرية، حيث استقبلنا رئيس النادي الأستاذ عبدالرحمن الحضيف وزملاؤه بكل حفاوة، وشاهدنا عرضاً لفريق الكاراتية بالنادي، ذلك الفريق الذي حقق نتائج مشرفة داخل الوطن وخارجه.
بعدها انتقلنا إلى متحف الأستاذ عبدالرحمن الراجحي، ذلك الرجل البشوش اللبق الذي أكرمنا حيث قمنا بجولة فيه واطلعنا على مقتنياته، ومن ثم أداء صلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً داخل المتحف، ومنه انطلقنا بحفظ الله ورعايته عائدين إلى مدينة المجمعة، فشكراً له وشكراً للجميع على ما وجدناه من كرم الضيافة وحسن الاستقبال وليس ذلك بمستغرب على أهالي البكيرية.
- عضو مجلس الغرفة التجارية والصناعية بالمجمعة