الظهران - واس:
دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- امس عددًا من المشروعات النفطية العملاقة لأرامكو السعودية، ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران.
ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين مركز تخطيط وتنظيم توريد الزيت بأرامكو السعودية بالظهران، كان في استقباله - رعاه الله - صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز المستشار في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، ومعالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ورئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين بن حسن الناصر.
ثم توجه الملك المفدى إلى مركز تنسيق العمليات بأرامكو، حيث ألقى رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين كلمة أعرب فيها باسمه ونيابة عن جميع موظفي وموظفات أرامكو عن ترحيبه بخادم الحرمين الشريفين في المقر الرئيس للشركة بمدينة الظهران لتدشين مجموعة من المشروعات البترولية منوهًا إلى أن 80 عامًا تفصل عن أول زيارة قام بها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ لأرامكو لتدشين أول شحنة للنفظ الخام.
وقال: «إن البدايات كانت متواضعة ولكنها طموحة، حيث استمرت الشركة في النمو على مدى السنوات الماضية وبتوجيهات حكيمة من ملوك المملكة، بدءًا من الملك سعود، ثم الملك فيصل، ثم الملك خالد، ثم الملك فهد، ثم الملك عبدالله -رحمهم الله جميعًا ـ حيث ترك كل منهم بصمة واضحة في نمو أعمالها، حتى أصبحت الآن، في عهدكم الزاهر ـ رعاكم الله ـ، هي العملاق العالمي الأكبر في صناعة الطاقة كما أصبحت الشركة بحمد الله، معيارًا عالميًا، ليس فقط في الحجم، بل في الكفاءة، والجودة، والموثوقية، والتطور التقني والابتكار».
وأكد أن أرامكو السعودية تسعى للنمو والتنمية باستمرار، في خدمة الوطن، عبر العمل المتفاني والإنتاجية العالية لنحو 66 ألفًا من منسوبيها، ويشكل الشباب منهم أكثر من 50 في المائة، حيث يبنون أرامكو المستقبل. ولا أدل على تميز أرامكو السعودية اليوم من هذا المركز المتطور، الذي ندشن من خلاله المشروعات العملاقة الجديدة، فمركز تنسيق العمليات هذا، هو مركز التحكم الرئيس لأعمال الشركة، وليس له مثيل في العالم، لافتًا إلى أن المركز يتحكم بإنتاج 15 مليون برميل مكافئ من النفظ الخام والغاز، من خلال شبكة متكاملة من المرافق في البر والبحر وفي جميع مناطق المملكة.
ثم استمع خادم الحرمين الشريفين إلى شرح عن مركز تخطيط وتنظيم توريد الزيت، وشاهد -أيده الله- عرضًا مرئيًا عن تاريخ أرامكو السعودية.
عقب ذلك تشرف مجموعة من الشباب السعوديين بتقديم الحجر الكريستالي الذي يرمز لكل مشروع من المشروعات الجديدة. ثم تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- برفع ذراع التحكم، لتتدفق الطاقة من معامل الوطن إيذانًا بتدشينها حيث تبلغ قيمة المشروعات الإجمالية حوالي 160 مليار ريال، ومجموع طاقتها الإنتاجية حوالي 3 ملايين برميل مكافئ من النفط الخام والغاز يوميًا. وقد تواصل الملك المفدى عبر الاتصال المرئي المباشر مع مجموعة من الشباب السعودي، في كل من مشروعات منيفة، والغاز في واسط، وخريص، وإنتاج الزيت في الشيبة، ومعامل سوائل الغاز في الشيبة، مباركًا -حفظه الله- جهودهم ومتمنيًا لهم التوفيق والنجاح.
عقب ذلك توجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - إلى مقر مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران.
وفور وصول خادم الحرمين الشريفين، كان في استقباله -أيده الله- صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ثم عزف السلام الملكي.
بعد ذلك اطلع - رعاه الله - على مجموعة الصور التاريخية للملك عبدالعزيز رحمه الله، وعلى مجسم لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي واستمع لشرح عنه، حيث يشكل المركز صرحًا هندسيًا ومعرفيًا أقيم في موقع تاريخي مهم للمملكة، وهو موقع اكتشاف البترول للمرة الأولى، ويتضمن المركز الذي صمم على هيئة صخور مستوحاة من صخور الظهران التي تحتضن البترول، على خمسة صخور تمثل كل صخرة منها منشأة ثقافية، ستسهم في استقطاب أكثر من مليوني زائر سنويًا.
بعد ذلك، دشن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- معرض روائع آثار المملكة وطرق التجارة في شبه الجزيرة العربية، التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حيث استمع - رعاه الله - لشرح من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، عن المعرض الذي يحكي تاريخ التجارة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام وبعده، ويستعرض طرق البخور ودروب الحج في عهود متتالية، وفي مراحل الدولة السعودية الأولى والثانية إضافة إلى مجموعة لمقتنيات الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله -.
ثم تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-أيده الله- بافتتاح معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» المقام في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، واستمع لشرح من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن المعرض الذي يقام في المملكة بعد محطاته السابقة في أربعة متاحف أوروبية، وخمسة متاحف أمريكية، استقبل خلالها أكثر من ثلاثة ملايين زائر. وبعد أن اطلع الملك المفدى على نماذج من قطع المعرض، أذن ـ رعاه الله ـ بانطلاق المعرض إلى جولته الآسيوية التي تبدأ من بكين في 20 ديسمبر الحالي، ثم كوريا فاليابان وبعدها إلى كوريا.
وبعد أن أخذ الملك المفدى مكانه في المنصة الرئيسة بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين عرضًا مرئيًا عن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران.
إثر ذلك ألقى معالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح كلمة قال فيها: «إن التاريخ يعيد نفسه بأجل وأبهى صوره، حيث نستعيد بحضوركم الميمون ياخادم الحرمين الشريفين، الذكرى التاريخية العطرة لزيارة والدكم المؤسس، جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله ثراه- قبل ما يقارب ثمانين عامًا، الذي أبى إلا أن يشارك أبناءه في المنطقة الشرقية أفراحهم وابتهاجهم، فتحمل مشقة السفر، وقدم ليدير بيده الكريمة -رحمه الله- الصمام الذي جرى منه النفط السعودي إلى الأسواق العالمية لأول مرة، وذلك بعد عام واحد فقط من تدفق النفط بكميات تجارية من بئر الدمام السابعة، التي أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين؛ الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- اسم «بئرالخير».
ونوه الفالح بأن الثروة الاقتصادية التي واكبت تدفق النفط كانت عنصرًا جوهريًا في نقل المملكة إلى دولة رمز للتنمية والتقدم؛ دولة صاغت حضورها وتأثيرها بجدارة على الساحة الدولية.
وقال معاليه «إنكم يا خادم الحرمين الشريفين، تسيرون على خطى الملك المؤسس، وتباركون تدشين مركز الملك عبدالعزيز الحضاري ببنائه الباهر، الذي يمثل رمزية تاريخية بتتويجه باسم الملك العظيم، ورمزية مستقبلية تتجسد بأطلالته على بئر الخير، حيث سيكون بعون الله ينبوعًا يجري على يدكم الكريمة لثروة أكثر استدامة وأعظم أثرًا؛ ألا وهي الثروة البشرية والمعرفية».
وأكد الفالح أن أجيال المستقبل ستتذكر بمشيئة الله، هذا اليوم الجليل الذي يغرس فيه الملك المفدى، بيده الكريمة، شجرة طيبة من أشجار العلم والثقافة الباسقة، التي سيقطف ثمارها، بإذن الله، أجيال من المواطنين بمختلف أعمارهم، بل ومن شعوب العالم كافة.
وأضاف «لقد تفضلتم يا خادم الحرمين الشريفين، أيدكم الله، بتدشين عدد من المشروعات النفطية العملاقة الجديدة، كما دشنتم قبلها مشروعات استراتيجية في كافة أنحاء المنطقة الشرقية، وكل هذه المشروعات، تصب في صالح ومنفعة أبناء هذه البلاد المباركة، في تجسيد مشرق لأحد أهم جوانب رؤيتكم الطموحة 2030.
فأنتم يا خادم الحرمين الشريفين، القائل بمناسبة إطلاق هذه الرؤية الحصيفة المباركة «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك». وعد الفالح رؤية خادم الحرمين الشريفين المباركة تأكيدًا على ريادة المملكة في العلوم والثقافة والبحث العلمي، لتحقيق قفزة تنموية معرفية كبرى؛ محورها المواطن السعودي المبدع، الذي يتواصل مع الثقافات الأخرى بمسؤولية ووعي وإيجابية، متمسكًا بعقيدته السمحة ومعتزًا بهويته، مشيرًا إلى أنه لن يكون الدور الريادي والتنموي لهذا المركز مقصورًا على المنطقة الشرقية التي تفخر باحتضانه، وإنما ستمتد برامجه الطموحة إلى كافة أنحاء المملكة.
وقال معاليه «إن أنظارنا اليوم جميعًا تتجه إلى مناطق المملكة على الحد الجنوبي، لنقف مع أهلنا الذين يضربون أروع الأمثلة في الصمود، ومع رجال الوطن الأبطال الذين يذودون عن حياضه، ونسعد اليوم بحضور عدد منهم هذه المناسبة الوطنية».
وأضاف «أنه بهذه المناسبة، يشرف أرامكو السعودية يا خادم الحرمين الشريفين، أن تعلن بكل الفخر، عن أن أول مبادرة ستنطلق، بإذن الله، من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، بعد تفضلكم ـ حفظكم الله ـ بتدشينه اليوم، ستكون إقامة برامج للتنمية المعرفية في مناطق الحد الجنوبي، يستفيد منها أبناؤنا وبناتنا الأعزاء في تلك الأجزاء الغالية على قلوبنا.
إثر ذلك دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - رعاه الله - مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، حيث قدمت طفلتان حجر الإبداع للملك المفدى ووضعه بيده الكريمة في مجسم المركز.
ثم تسلم خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية عبارة عن مجسم لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي قدمها معالي المهندس خالد الفالح.
وفي ختام الحفل عزف السلام الملكي، ثم غادر خادم الحرمين الشريفين مودعًا بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.
حضر حفل تدشين المشروعات، صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وصاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن مساعد، وصاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز وكيل الحرس الوطني للقطاع الشرقي، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن بندر بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز المستشار في الديوان الملكي، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز المستشار في الديوان الملكي، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز مستشار سمو وزير الداخلية، وصاحب السمو الأمير سلطان بن تركي بن عبدالله، وصاحب السمو الأمير سعد بن تركي بن فهد، وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز، وعدد من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.