«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
بحيرات ومستنقعات الامطار التي خلفتها أمطار الخير في كل مكان من مناطقنا ومحافظاتنا خلال الايام الماضية الممطرة تركت لدى المواطنين تساؤلات عدة حائرة تتعلق بالأسباب التي حولت بعض شوارعنا وطرقنا الداخلية بين الاحياء إلى بحيرات ومستنقعات.
وأثارت لدى الجميع تساؤلات سواء ممن كانوا بالقرب منها او ممن شاهدوها عبر الصور ومقاطع الفديوهات التي انتشرت بسرعة فائقة من خلال وسائل الاعلام الاجتماعي.هذه الاثارة وتلك الاسئلة التي تبحث عن إجابات مقنعة وموضوعية عن هذه الظاهرة المؤسفة (أسبابها ونتائجها) لتمحو من اذهانهم حيرتهم وتخفف من معاناتهم.
كثير من المواطنين القى مسئولية ذلك على عدم المتابعة الدقيقة من قبل الادارات المعنية خلال تنفيذ مشاريع البنية التحتية في المدن، وعلى الاخص المجاري وتصريف المياه، فغياب المتابعة من قبل هذه الادارات والاعتماد على الثقة في المقاولين المنفذين والذين -والحق يقال- بعضهم سلم مشاريعه لشركات ومؤسسات من الباطن، والتي هي بالتالي سلمتها إلى صغار المقاولين الذين اعتمدوا على عمالة لا تخاف الله ولا تتقيه، فهي تعمل بدون ضمير وطني، فالمهم عندها انها تنجز المشروع بأقل تكلفة حتى تستفيد ماديا.! وكم مشروع نفذ في مدننا وقرانا بصورة غير مقبولة ولا تتناسب مع حقيقة المشروع من حيث المخططات والمحتوى والشروط الدقيقة التي تتضمنها العقود..! ولسنا نبالغ إذا قلنا ان المشاهد المؤسفة التي نقلتها مقاطع الفديو لبعض الاحياء كحي ( النايفية) في الاحساء وهو حي يعتبر من الاحياء الجديدة والذي تحول بعد الامطار إلى بحيرة تتنقل فيها قوارب رجال الدفاع المدني. وكذلك تشاهد نفس الصور في العديد من شوارع العاصمة الرياض ومدن اخرى في وطننا الحبيب، هذا الوطن الذي لم تبخل قيادته الرشيدة على مدنه وقراه فضخت المليارات سنوياً في دعم البنية التحتية لمختلف مشاريع الأمانات والبلديات. ولكن -وما أصعب ولكن هنا- نعود مجدداً إلى تحميل المسئولية على عدم الإخلاص في المراقبة والمتابعة خلال تنفيذ مشاريعنا الخدمية المختلفة، والبعض يحمل المواطن المسئولية. كيف؟ لأنه في العادة يكون الحلقة الاضعف، فهو مثلاً تسرع وقام ببناء مسكنه في حي لم تكتمل فيه البنية التحتية من صرف صحي او سفلتة الخ.. وهناك ذهب إلى ابعد فهو يحمل المسئولية كاملة على الشركات المطورة لمشاريع المخططات العمرانية فاضعف الايمان يقومون بعمل سفلتة وتركيب اعمدة الإنارة، ومن ثم يقومون بتصويرها وطرحها ضمن حراج كبير، وبهذا تنتهي مسئوليتهم عن هذا المخطط وغيره بدون ان يقوموا بتنفيذ ما هو مطلوب او المفروض، حتى عملية دفن وتسوية المخططات تجدها لا تتناسب مع منسوب ومستوى المخططات العامة في المنطقة والأحياء المجاورة لهذا المخطط المطور وغيره.. فلا عجب بعد ذلك أن نشاهد ما شاهدناه في كارثة جدة من صور كارثية!. وكيف نفذت مخططات في اودية مع اختلاف مناسيب المخططات.. وماذا بعد أحبتنا امناء الامانات ومدراء البلديات، وجلهم اصحاب كفاءة وتخصص فعليهم مسئولية التعامل بموضوعية مع ما هو مطلوب خلال تنفيمشاريع مدننا وقرانا. فهذه المدن وفي عهد الخير يجب ان تكون متميزة ودائما بخير. ولا اعتقد امام ضخامة الميزانيات وتوفر الامكانيات في هذه الامانات وتلك البلديات مع وجود نخب في المجالس البلدية والتي ايضا تقع عليهم مسئولية كبرى لتحقيق الافضل لمدننا.احبتنا، لقد سافر بعضكم إلى دول ممطرة طوال ايام العام وشاهد كيف تنساب مياه الامطار في فتحات جانبية في الطرق لتنتهي في قنوات تصب بعيدا بعيدا عن مدنهم.. ولا يمكن ان ننسى ان هناك حالات استثنائية قد ترتفع فيه مياه الامطار لكنها لا تشكل بحيرات داخل الاحياء، ويضطر بعدها الدفاع المدني لاستخدام القوارب المطاطية لإسعاف وإنقاذ وإجلاء ساكني الاحياء المتضررة من الامطار.