فهد بن جليد
رغم أنني لا أتفق كثيراً مع كل ما يُقدمه الإعلامي عادل كرم في برنامجه الساخر (هيدا حكي) إلا أنني أحيّي فيه، منحه مساحة من الوقت للشابة اللبنانية (أديل جمال الدين) تُنطق (ادال) حسب ظروف الطقس هناك، لتُقاسمه شيئاً من الشهرة بتقديم فقرة ثابتة في الحلقات الأخيرة، وهذه حالة نادرة عند مشاهيرنا العرب الذين تظهر (أنانيتهم) على الشاشة في مقاطعة ضيوفهم كي لا يتحدثوا أكثر منهم، فما بالك بالتخلِّي عن جزء من البرنامج لصالح (موهبة جديدة)؟ وهنا يُمكن استثناء ما كان يقوم به الزميل علي العلياني مع عامل المعرفة د. أحمد العرفج على (روتانا) سابقاً!.
يُحسب (لعادل) مُغامرته الشجاعة مع شابة لا يُمكن - التنبؤ - بردة فعلها و طريقة تعليقها على (صورة أو خبرية) مهما تم التحضير لها جيداً، خصوصاً وأن سوابقها على تويتر لافتة، عندما (طقطقت) على (شمس الغنية) نجوى كرم، وتقمَّصت شخصية الفنانة العالمية (أنجلينا جولي) لترد قائلة (تسلمي نجوى الله يحفظك، تبقي ميلي صوبنا بوكرة، عاملين كبة بالصينية، بينبسطوا فيكي البرّاد والولاد) مما فجر ضجة ضاحكة على تويتر، أكسبتها شهرة وانتشاراً ببقية وسائل التواصل الاجتماعي بسبب عفويتها و لهجتها غير المُصطنعة، وهو ما استثمره عادل كرم وفريقه بذكاء، لتحويلها إلى (تجربة) تستحق المُتابعة لترقب نتائجها، فلربما تنازل بعض (مشاهير الغفلة) على شاشاتنا عن (دقائق معدودة) تكفي لصنع نجومٍ جُدد، وبعث الحياة أكثر لبرامجهم، بدلاً من البقاء في انتظار تحقق المستحيلات الثلاث (الغول والعنقاء والمذيع الوفي)..!.
عادل يسأل ادال شو الأخبار اليوم ؟ لتجيبه بلهجة كوراني (البدوية اللبنانية): حوَّشت لك هيك، عملتك تحويشه، خبريه من هون ومن هون، كذا شغله، بايش بنا نبلش؟! بمعنى جمعت لك مجموعة أخبار متفرقات، وش نبدأ فيه؟ بل إن عادل تخلى عن سخريته ونجوميته ليصبح (مُتلقياً ضاحكاً) أمام عبارات صادمة مثل (حزِّك مزِّك) رايح راجع، (بئبِش دئبِش طلاَّع إنزل) بمعنى حاول وافعل ما بدا لك، (مقضِّيها من بيت قشاع لبيت رقاع) تعاني من الفراغ وتبحث عن التسلية هنا وهناك، (وأنا عن راقبلك) فيما أنا أراقب لك ما يحدث لأجمع المواد والأخبار حتى تستمتع أنت وجمهورك..!
هيدا حكي لا يُعطي دروساً، وأحياناً هو برنامج غير صالح للمُشاهدة (غير المُشفرة)، ولكنه هنا تميَّز عن غيره، ليؤكد أن (الفضاء يتسع للجميع) وليس حكراً على (الدينصورات) فقط!.
وعلى دروب الخير نلتقي.