د. خيرية السقاف
تفرح النفس وتبتهج بالنجاح حين يكون ذا فائدة تخص الذات في محاور عيشها, وعلمها, وعملها وإنتاجها,
وتعم ما حولها حين يكون حصاداً, نشأة سليمة, وتكافؤاً عادلاً, وثمراً ناضجاً للأبناء,
وتتسع دائرة البهجة فيما حول حين تعم الفائدة الجار, وساكن الحي, والأبعد قليلاً فكثيراً, حتى يصبح الفرح عاماً بعموم حصاد منجز المجتمع من التقدم, والتطور, والرعاية, والسلم, والنظام, والأمن, والتعلُّم, والمعرفة, والصحة,..!!
الفرح بالنجاح نتيجة, والنتائج تعول على العزم والإرادة, وعلى الشغف والاستزادة..!
تبدأ بقواماتها ...!!
فقوام الأُسرة الفاعلة صانعة البهجة اثنان, وقوام الحي سكانه, وقوام المدرسة هيئاتها وطلابها,
وقوام الصحة أطباؤها, وممرضوها, ومرضاها, ونحوهم..
نلاحظ في مجتمعنا اليوم جدياً مفرحاً, هو من مكوّنات الفائدة, مما يعمم البهجة, إذا تعمّقنا وأيقنا بأن ليس كل ما يفعله الجيل, أو عامة الناس يصيب بالدوار, ويشيع الغمة في النفس, بل تنحسر هذه النماذج بانحسار الدعة, والاتكال على غير الذات, والتفريط, والإفراط,
أما وقد بدأت أنوار الوعي تعم, وأتيحت فرص التنافس, ومدت مضامير السباق, فإنّ هناك الكثير من نماذج شباب هذا الوطن يبهجون النفوس, ويعيدون لاطمئنانها كراسيه, ويثبتون قواعده في عمقها..
فقط يمكننا أن نفصل بين الماء الصافي القراح, والذي علقت به الشوائب بين النموذجين..
من هنا تحية لكل من يبتكر فكرة, ومن يجدد في عمله, ومن يحدث في مساراته, ومن يتفوق في مشاريعه,..
لمن يتعلم لا لينجح في درجات لا يحفظها غير الورق, وإنما للذين واللاتي يصنعون من نجاحهم تغييراً, وإضافات مجدية متنامية, وجديداً يبهج النفوس, ويعمم الفائدة, ويجعل من البذل في الجهد سبيلاً لاقتناء النجاح,
هذا النجاح الذي ينير المجتمع, ومن ثم يعم نوره جوف القلوب النابضة ببهجة النجاح.