سعد الدوسري
ما من مثقف أو مهتم بالثقافة، إلا ويحلم بمركز أو بمجمع ثقافي، يتزود من خلاله بمصادر المعرفة، أو يتابع فيه الفعاليات الثقافية والفنية، من أمسيات أو معارض تشكيلية أو مسرحيات أو أفلام سينمائية.
وعلى مدى التجربة الثقافية السعودية، لم يتحقق لهؤلاء المتعطشين للفكر والإبداع مركزاً يروي لهم عطشهم، كما تحقق مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، والذي كان القرار بافتتاحه من قبل الملك سلمان، سيكون أبرز حدث ثقافي في العام 2016، وربما في كل ما سبقها من أعوام. فمن المؤكد أنه كان سيكون فاتحة لمراكز مشابهة في كل مدن المملكة، تحتوى على مثل ما يحتويه: برج المعرفة، المكتبة التفاعلية، مختبر الأفكار، متحف الطفل، القاعة الكبرى، المسرح، الأرشيف، معرض الطاقة، حيث كل قسم من هذه الأقسام يحظى بتميز مذهل، يشعرك بأنك في منظومة ثقافية وإبداعية ذات شغف وتألق ومثابرة.
إن الأخطاء الإنشائية التي أعاقت افتتاح المركز، جعلتنا نشعر بإحباط شديد، فها هو فساد المشاريع، يفسد فرحتنا ببرنامج إثراء الشباب، الذي توج بجائزة وايز العالمية عام 2013 من بين 500 مشروع تقدمت للجائزة، مثبتاً بأن شبابنا هم من سيقودون بوصلة الفكر والحضارة، من خلال «برنامج أرامكو السعودية للإثراء المعرفي».
وكل هذا، لأن أرامكو أغفلت الاستثمار في مهندسيها الشباب، ولم تمنحهم فرصة الإشراف على إنشاء الواجهة الثقافية والحضارية الأولى لها.