د.ثريا العريض
المنطقة الشرقية ضمن شتى مناطق الوطن محظوظة هذه الأيام المباركة ببوادر المطر الذي يحتفي به البدوي والفلاح وكل محب للازدهار. المطر مطلوب لغسل الغبار وإخضرار الأرض والاستبشار بموسم نماء وخصوبة؛ تحتفي به القلوب وتزهر الآمال تفاؤلاً بالزمن القادم.
هو إذن موسم أفراح وتفاؤل. والشرقية هذه الأيام تحتفي بزيارة خادم الحرمين الشريفين وافتتاحه لعدة مشاريع ثقافية وصناعية مميزة وشامخة وواعدة بعطاء نأمل أن يتنامى مع الزمن وعيا وثقافة ومردوداً مادياً وفرص عمل ودخلاً واستقراراً للوطن والمواطن.
ستضيء الظهران بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لافتتاح مركز الملك عبد العزيز الثقافي. وقد شرفني الله بأنني شاركت شخصياً في أول خطوات إنشاء المركز ومناقشة تفاصيل أهدافه ومحاور التركيز في عطاءاته المستقبلية واختيار فعالياته بل وحتى مكوناته المادية، مستشرفين مع نخبة من زملائي المسؤولين في أرامكو السعودية كل ما يوصل هذا المشروع لمستوى التميز في إثراء المجتمع وثقافة الجيل.
بدءاً اخترنا له اسم «إثراء» الذي يكثف فكرة الهدف الشامل منه، ثم ارتأينا أن يحمل اسماً يشرفه ويربطه بمنجزات وتاريخ الماضي, ويعلو به إلى ربط الحاضر والمستقبل. ومن ثم اخترنا له اسم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي. وقد استغرق تحويل الحلم الطموح إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع سنوات حافلة بالعمل الجاد مدعوماً بتشجيع الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله وطيّب ثراه.. وأخيراً قبل نهاية 2016 آن له أن يفتتح رسمياً في حضور مميز بالبهجة والفخر. وكم فرحت باستلام بطاقة الدعوة لحضور حفل الافتتاح تصلني في الرياض.. خاصة والمركز على قرب حميم من منزلي في الظهران تابعته من شرفتي يكبر كالجنين وقد حان وقت ولادته مكتملاً وجميلاً.
وخلال زيارة خادم الحرمين الشريفين سيشرفنا بافتتاح المشاريع الأخرى في الأحساء والخفجي والجبيل ورأس الخير. مشاريع نتأمل أن تحمل المزيد من الخير للمنطقة المعطاءة الثرية بمواردها البشرية والطبيعية والتقنية، وللوطن الممتد بين ساحل الخليج وساحل البحر الأحمر.
أهنئ الملك وأحبابي في الشرقية وأهلي في الوطن كله بهذه الاحتفاءات المستحقة.. وآمل أن نتذوق معاً ثمار المشاريع الجبارة التي ستقوم وتدوم مستدامة بعقول وسواعد أبنائه.
حفظ الله الوطن وولاة أمره وصناع قراره وكل أبنائه وبناته الطيبين.
وهناك المزيد من بشائر الفرح..
بعد زيارة الشرقية سيقوم خادم الحرمين الشريفين بزيارات للبحرين وغالباً بعض دول مجلس التعاون الخليجي, حيث لقاءات القمة تعقب اللقاءات الوزارية المختصة.. في أجواء واعدة بالمزيد من التقارب وبلورة العمل المشترك لرفعة وأمن واستقرار المنطقة كلها.
وأنا ابنة الخليج أشعر أنني من أعمدة جسر الملك فهد الذي يربط البلدين الغاليين، بل وعمود في كل جسر سيقوم بين أوطان الخليج وكل مشروع من مشاريع توحيد مسيرته لمستقبل مستدام الازدهار.
اللهم اجعله موسم هطول أمطار وجني ثمار وتحقق أحلام.
نعم نتطلع إلى جني ثمار حلوة من مشاريع قضينا سنيناً نعمل لقيامها ودوامها وحان أن نهلل فرحاً بتفعيلها ونجاحها. فكل عام ونحن بموسم جني للثمار.