يوسف بن محمد العتيق
في اللقاء الكبير الذي عقد في مملكة البحرين الأسبوع الماضي تحت عنوان «الإعلام والهوية الخليجية» كانت الجلسة الأولى لمناقشة العولمة والإرث الحضاري ولفت نظري في حديث المتحدثين و المداخلات على هذه الجلسة جانب مهم وهو أن الجميع متمسك بهويته الخليجية ومحب لها، إلا أن الجميع وفي الوقت نفسه هم (وعلى درجات متفاوتة يبتعدون) عن الإرث الحضاري من خلال تهميش أو تقصير للمقدرات التراثية والتاريخية، وفي الوقت نفسه نلوم أنفسنا على أن العولمة سيطرت على كل جانب من جوانب الحياة.
هذا الانفصام لدى بعضنا حيث يحب التراث ويركض وراء العولمة دون وضع ضوابط للمحافظة على التراث ودون وضع خطوط حمراء للانسياق وراء العولمة قد يحدث شرخا كبيرا لدى البعض بحيث انه يفرط في مقدراته التراثية، وقد ينساق وراء العولمة فتذوب هويته.
هذا الموضوع المهم والذي ناقشه المؤتمر الخليجي في البحرين، يستحق أن نقف عنده كثيراً، ونحدد مواقع أقدامنا بين الاستفادة من المعطيات الجديدة للعولمة مع عدم التفريط في إرثنا الحضاري، وهو ما ذهب إليه أستاذنا خالد المالك في حديثه في هذا المؤتمر وهذه الجلسة تحديداً.