محمد البكر
قلتُ لنفسي بعد مباراة الهلال والأهلي إن لاعبي الهلال لو لعبوا كل مبارياتهم كما لعبوا أمام الأهلي لما وجدوا من ينافسهم على بطولة الدوري. وعلى النقيض، وأمام بعض الأصدقاء، وبعد إحدى المباريات التي ظهر فيها الهلال قبل أسابيع وهو في أسوأ حالاته، قلتُ إن الهلال لا يمكنه المنافسة على بطولة الدوري ما دام أن هذا هو مستواه.
لا أجد في كلامي المتناقض هذا ما يحرجني؛ لأن المتتبع للزعيم هذا الموسم يحتار بين تأييد أحد الرأيين.
أمام الأهلي أظهر الهلال شموخه، وقدم الصورة الحقيقية لتاريخه، وأحرج الأهلي ذلك الفريق الكبير والمرصع بالنجوم، وعلى أرضه. وقد كان للفوز الهلالي طعم مختلف لدى جمهوره الذي تقاسم مدرجات الجوهرة مع النادي صاحب الشعبية شبه المطلقة في المنطقة الغربية، وكأن المباراة تقام في الرياض حيث معقل الجماهير الزرقاء!!
فريق يملك مثل هذه القاعدة الجماهيرية الكبيرة تكون فيه الأفعال وردات الأفعال ذات قوة وتأثير كبيرين، يُسمع صداها في أرجاء الوطن.
لم أستغرب ما قرأته بعد المباراة من تغريدات لإعلاميين معروفين بكرههم لكل ما هو أزرق، لكنني لم أتصور أن يناشد أحدهم كل الأندية العمل على إسقاط الهلال من الصدارة، ناسيًا أو متناسيًا أن الصدارة لم تكن في يوم من الأيام طموح الهلال أو جماهيره.
صحيح أن المباراة لا تتجاوز النقاط الثلاث، ولا تختلف عن أي نقاط أخرى، لكن لأن الفوز كان للزعيم، والخسارة كانت من نصيب الأهلي، فقد تذوق الهلاليون طعم الفوز بطعم العسل النقي.
ما لفت نظري بعد المباراة هو ما صرح به مدربا الفريقين؛ فالسيد جروس مدرب الأهلي قال إن مدرب الهلال نجح في تعطيل أطرافنا، وحد من خطورتنا، وهو ما أشار إليه السيد دياز مدرب الهلال الذي قال إنه أفقد خطورة الأهلي بتعطيل أطرافه ومحاوره. إذن.. المباراة كانت مباراة مدربين أكثر من كونها مباراة لاعبين. هذا كلام احترافي.. لم يقله لاعب أو يتطرق له محلل مثلما قاله مدربا الفريقين؛ ما يؤكد أن الهلال قد فاز لأن مدربه نجح في التعامل «الفني» مع الفريق الخصم بكل احترافية، فضلاً عن نجاحه في توظيف اللاعبين داخل الميدان لتنفيذ رؤيته تلك بكل ذكاء وحنكة.
مرة أخرى أقول إن الهلال لن يجد منافسًا له إن لعب كما لعب أمام الأهلي، كما أنه لن يكون منافسًا على أي بطولة لو كرر تلك المستويات المتواضعة التي شهدناها في بداية الدور الأول.
آه، نسيت.. المباراة قادها طاقم تحكيم أجنبي!! واللبيب بالإشارة يفهم.
بيني وبينكم
- إعلان النجم الكبير ماجد عبدالله نيته تشكيل تكتل لشراء نادي النصر ما هو إلا رد على من يشكك في نجاح تجربة التخصيص القادمة. ماجد يدرك خفايا اللعبة، ويعرف أنها تجارة مربحة.
- اختيار الزميل محمد الشيخ ضمن لجنة اختيار أفضل الرياضيين العرب تأكيد لمثابرته وحرصه على مهنيته. كل التوفيق له.
- الآيفون الذهبي الذي تلقاه لاعب الهلال النجم إدواردو من أحد أعضاء الشرف بلا شك تحفيز وتشجيع، لكن بالنسبة للاحتراف هو خروج عن العرف الدولي المطبق في الدول التي تطبق الاحتراف بحذافيره.
- اتساع رقعة المنافسة على منصب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم سيخرجنا من دائرة إما هذا أو ذاك.
- مع أنني تحاشيت تمامًا تأييد مرشح لرئاسة الاتحاد إلا أن ذلك لا يمنعني من تمنياتي للأستاذ خالد المعمر بالنجاح في هذه الانتخابات عطفًا على ما عُرف عنه من خلفية رياضية وعقلية منفتحة ورؤية واضحة، مع شديد احترامي وتقديري لبقية المرشحين. ولكم تحياتي.